مونديال سوشي يكرس موقع روسيا العالمي
بقلم : د. فهد الفانك
خلافاً للتوقعات لم يحدث أي نشاط إرهابي في سوشي ، وحقق المونديال نجاحاً تاماً ، ولم ترتكب خلاله غلطة واحدة.
مع ذلك فقد حاول الإعلام الغربي حرمان روسيا ورئيسها من شرف هذا الإنجاز عن طريق التعتيم على نشاطات هذا اللقاء العالمي.
ليس هذا وحسب ، بل كانت هناك محاولات حثيثة لإفشال المشروع ، والتقليل من أهميته ، والتركيز على كلفته العالية ، التي كانت قد أثارت اعتراضات داخلية أيضاً ، فهل كانت هذه المناسبة تستحق هذا المبلغ الكبير؟.
من الصعوبة بمكان إعطاء قيمة مالية للنجاح الذي حققته روسيا باستضافة هذا المونديال ، ولكن يجب أن يؤخذ بالاعتبار أن هذه المليارات صرفت داخل روسيا ، وعلى مواد روسية ، ولصالح شركات روسية استخدمت آلاف العمال الروس.
من ناحية أخرى فإن التسهيلات الرياضية والملاعب التي أقيمت في سوشي تعتبر استثماراً طويل الاجل ، ولن يتم هجرها بانتهاء هذا المونديال ، بل ستظل قائمة لمدة طويلة وتجتذب سياحة عالمية ، وتستفيد منها الاجيال القادمة.
في الوقت الذي يبدأ فيه نجم أميركا بالغروب فإن نجم روسيا في حالة شروق ، فقد أصبحت روسيا مرة أخرى قوة عظمى ، ووضعت حداً لنظام القطب الواحد الذي لم يدم سوى 25 عامأً ، والعودة إلى نظام متعدد الأقطاب تبرز فيه روسيا والاتحاد الأوروبي والصين جنباً إلى جنب وعلى قدم المساواة مع أميركا.
عند سقوط الاتحاد السوفييتي والنظام الشيوعي وجدت روسيا نفسها في حالة من التخلف الاقتصادي لا تختلف كثيراً عن حالة دول العالم الثالث مع فرق واحد هو ملكيتها لترسانة ذرية جبارة. ولكنها تمكنت خلال ربع قرن من استرداد مكانتها الدولية في عالم اليوم.
القرن العشرون كان قرنأً أميركياً بامتياز ، وكان من المنتظر أن يكون القرن الحادي والعشرون قرناً أميركياً أيضاً ، ولكن هذا الأمل خاب ، وعلى الأميركيين أن يتعودوا على واقعهم الجديد ، فلن يستطيعوا بعد الآن ممارسة دور شرطي العالم.