هل تستقيل الحكومة قبل الثلاثاء او ترحل يوم الثلاثاء
هوا الأردن - بسام روبين
بقلم: عميد متقاعد بسام روبين
اعتقد ان مستقبل الحكومة اومستقبل مجلس النواب بات على كف عفريت بفعل الازمة التي اندلعت جراء استشهاد القاضي زعيتر فمطالب النواب المحقة لن يكون بمقدور الحكومة تنفيذها لاسباب مختلفة خصوصا ما تعلق منها بان تكون السيطرة الحدودية اردنية وفلسطينية وايضا الافراج عن الدقامسة حيث لن تفضل الحكومة منح جائزة كبرى للنواب جراء الموافقة على هذا المطلب النيابي لان التخطيط الحكومي كان يؤجل اطلاق سراح الدقامسة لتسجيل موقف حكومي رسمي امام الشعب يعود بالنفع على الحكومة ويغير من تصلب وتعنت الموقف الشعبي حيال بعض القضايا وفي حينه اما قضية طرد السفير وسحب السفير فهذا موضوع ممكن الحدوث من خلال التنسيق السري بين الحكومتين الاردنية والاسرائيلية لامتصاص غضب النواب المعلن والغضب الشعبي السائد بحيث يصار الى تخفيض التمثيل الدبلوماسي وبقاء تمثيل بسيط لتسيير الاعمال وهنالك نقاط نظام لن تمكن الحكومة من طلب التمديد كون التمديد كان قد حصل في المرة السابقة من عمر الحكومة وبالتالي لا يقبل هنا الا اجراء التصويت يوم الثلاثاء القادم على رحيل الحكومة وفي حال تراجع النواب او فشلوا بتحقيق مطالبهم المدعومة من الشعب فان مجلس النواب بذلك الفشل سيطلق رصاصة الرحمة على الجسم النيابي الاردني وسيفقد المجلس ما لديه من رصيد شعبي منخفض اصلا وسيكون جاهز لمغادرة العبدلي مع اول ضربة ركنية اذا نستطيع القول والتحليل ان الايام القادمة لن تشهد بالتاكيد موافقة حكومية على مطالب النواب واذا ما قام المجلس بحجب الثقة عن الحكومة فانه سيحسن من صورته امام الشعب واذا ما فشل في الاطاحة بالحكومة لاي سبب من الاسباب فانه كمجلس سيصبح في وضع لا يحسد عليه وعليه فان يوم الثلاثاء القادم سيكون حافلا بالمفاجآت وخصوصا اذا ما تصاعد الموقف الخارجي المحيط ما بين اسرائيل وغزة وبدأت لعبة الأتاري من جديد في ظل وهن عربي عام وانقسام خليجي وانشغال بعض الدول العربية بالاقتتال الداخلي واعلان بعض الجماعات الاسلامية من قبل بعض الدول العربية كجماعات ارهابية وازدياد حجم العدو الاكبر وهو الفقر وهنا نستطيع ان نجزم انه لم يمر على الامة العربية اسوأ من هذا الظرف خلال السنين السابقة وستكون الليالي القادمة لحكومة النسور بمثابة ليالي حالكة سينشغل فيها الوزراء واجهزة الدولة بالتوصل لحلول وسطية تحفظ ماء الوجه للجميع امام الشعب والذي بالتأكيد لن يكون قادر على تمرير اي سيناريو حكومي وكما كان يحدث سابقا , فهذا هو مصير الحكومات التي لا تراعي شؤون شعبها ولا تهتم باسعادهم وتحسين مستوى المعيشة لهم وتركز فقط على جمع الضرائب من جيوبهم لذلك فانني اتمنى على الحكومة ان تغادر الدوار الرابع بمحض ارادتها قبل حلول يوم الثلاثاء من خلال وضع استقالتها امام جلالة الملك وفسح المجال امام قوى وطنية قادرة على اجراء الاصلاحات وتحسين الاقتصاد ومعالجة البطالة ومقاومة زحف الفقر والتعاطي مع الشعب وقضاياه بايجابية سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويرزقنا حكومة ناضجة ناظمة للحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لما فيه خير الاردن وخير الشعب انه نعم المولى ونعم النصير .