آخر الأخبار
ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت ticker أمير قطر يدين خرق إسرائيل المستمر وقف إطلاق النار في غزة ticker 986 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار ticker الجمارك تدعو الأردنيين لاغتنام الفرصة قبل تشرين الثاني ticker الأمن: القبض على سارق 5 ملايين درهم إماراتي من زوجته ticker "مياهنا": صيانة أي خط رئيسي تستوجب تفريغه أولا ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

ردن فليّح

{title}
هوا الأردن - احمد حسن الزعبي

بقلم : احمد حسن الزعبي 

كلما تعالى الهرج والحديث في "الشِّق" كان تقف "صيته" على رجليها و ترخي حبل "المحرم" قليلاً لتتابع بنصف عين ماذا يقول زوجها "فليّح" في حضرة الرجال وما ردّة فعل العشيرة على كلامه أو رأيه..وفي كل مرّة كان يخيب ظنها ، فتجده هو هو يجلس في نفس المكان ويأخذ نفس الوضعيه يكتّف يديه ويضعهما في حجره ويحني ظهره للأمام ولا ينطق بكلمة واحدة...في التحضير للغزو وفي مناقشة شروط السلم في الجلوات والصلحات في التعاليل العادية، تنظر صيته من ثقب الساتر علّ زوجها أبدى رأياً أو شارك بقصة او اعترض على موقف دون فائدة ، فـ"فليّح" كما هو...يجلس في نفس المكان ويأخذ نفس الوضعية ويكتّف يديه ويضعهما في حِجْره حانياً ظهره للأمام دون ان يتكلّم بحرف واحد...

في ليلة ليلاء ، لم تستطع "صيته" إلا أن تعاتب زوجها المسكين ..فقالت له : ( يا رجل..ليش ما تهرج زي الزلم وتحكي وتسولف وتقول رايك تراك "فريت" مرارتي...وقصّرت رقبتي قدّام النسوان) ...ابتلع فليّح ريقه ..ثم حكّ شعره الطويل تحت الشماغ وبرر سكوته قائلا : ( يا حرمة..وشلون أسولف وردن ثوبي قصير...يوم أمد أيدي...تنكشف ذراعي...لو ردني طويل ترى أسولف والله أسولف..ما تعرفي فليّح...بس عاد اللي مقصّر لساني...طول رداني..) فردّت صيته هذه "هينة"..

في اليوم التالي قصّت صيته من ثوبها الطويل "شبراً" من القماش...وقامت بتطويل ردنيّ ثوب فليّح...حتى غطيا كفّيه تقريباً...

بعد ان لوّنت العتمة ما تبقى من زرقة الغروب ، اجتمع "الرّبع" في بيت الشيخ ، اخذ فليّح في تلك الليلة مكاناً مقابلاً للــ"مْحَرَم" ليتيح المجال لصيته ان تراه وتفخر به أثناء حديثه...دار القطروز بفناجين القهوة على الحضور ، و صيته تنظر بعين الزهوّ ما سيقوله زوجها المصون في هذه الليلة...لحظات ودون سابق إنذار أو مناسبة تنحنح فليّح وقال وهو يمدّ ذراعه ليري الناس الردن الطويل : ( وش أقول يا شيخ...)...نقز الشيخ وقال : (سمّ...يا فليح...)...فليّح...تنحنح ثانية وقال : ترى أن رحلتم من الديرة رحلنا..وان بقيتم بقينا....وان غزوتم غزينا...وان ما غزيتم ما غزينا..وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين)...هنا أرخت صيته حبل "المحرم" وقالت : الله ع بختك يا صيته (الــ....ي بيظل....ي...إن كان مكسي ولا عريّ"....

 

***

الأسبوع الماضي رصدت ردّات الفعل والحكومة والنواب..علّي أجد موقفاً "يفشّ الغل"..أو حديثا منطقياً ليس استعراضياً....دون فائدة... فــ"ردن فليّح" كان ممتداً من الرابع الى العبدلي، الجميع يريد أن يقول أنا هنا..ولا احد يريد أن يقول "هذا موقفي"......كل النواب الذي تحدثواتحت القبّة أو فوق القبّة ..على القنوات الفضائية أو إذاعات الإف ام ...كانوا يريدون ان يقولوا لناخبيهم "شايفينا واحنا بنحكي"!!...أبدا لم يكن في البال صناعة موقف وطني...بقدر ما كان في البال صناعة موقف شخصي...

احدى النائبات ،و تحديداً يوم دفن الشهيد زعيتر خرجت على فضائية خاصة...بلباس أحمر فاقع بدءاً من الاشارب والجاكيت وانتهاء بالوشاح وكأنه مكسور عليها "فلنتاين" من عشر سنوات..هذه النائب استطعت أن اعدّ لها خمس وعشرين كلمة (أنا ) في ثلاث دقائق ، انا أول من طالب..أنا أول من صوت..انا أول من نادى...ثم ختمت مقابلتها باسمها عندما قالت : لا تندهي يا "زعيلة" ما في حدا...وكأن" زعيلة" مركز الكون والعالم يلفّ حولها...

تريدون اعتذاراً من "إسرائيل"؟ الأولى أن تعتذروا لنا أولاً...

 

ahmedalzoubi@hotmail.com

www.sawaleif.com

 

تابعوا هوا الأردن على