النقابة العامة للمناجم والتعدين كالكرتونة الهشة
إن القطاع العمالي في الأردن يعانى كثيرًا من تشوهات في العمل النقابي لعدم التمثيل الصحيح والدفاع الحقيقي عن العمال وعدم رعاية مصالحهم، ولم تعود المظلة الحاضنة للعمال، فأصبح دور بعض النقابات والاتحادات العمالية في الأردن هو دور اللفلفة من قبل رؤساؤها و أعضاؤها في الدفاع عن مصالحهم الباطلة فتختفي أمام التسويات والصفقات والمساومات الشخصية . فأن المراقب لأعمال وتحركات النقابة العامة للمناجم والتعدين التي سقطت من أعين العمال فأصبحت نقابة كرتونية هشة و فقدت مصداقيتها أمام إدارات الشركات أيضا، وأصبحت لا تملك أية مؤيد أو منتسب من قبل العمال إلا من رحم ربي حتى لا تمكنكم من الحديث باسمهم ،وأنتم يا أعضاء النقابة العامة ورؤساؤها لا تمثلون إلا أنفسكم ولم نسمع يوما عن تنسيقكم من اجل حقوق العمال فالكراسي عندكم أغلى من العمال أنفسهم أما حقيقتها فهي تمثيل مسرحي هزيل ومتاجرة في الشعارات الرنانة أمام العمال في وسائل الإعلام المختلفة. فأن غياب النقابات العمالية ، وعدم قيامها بدورها الأساسي وهو الدفاع عن العمال المنتسبين لها ، والتي نتج عنها المساس المباشر والكبير بحقوق العمال ومستقبلهم المهني وعدم حصولهم على التأمينات الاجتماعية وشعورهم بعدم الأمان لمستقبل العامل من طرف والشركة التي يعملون بها من الطرف الآخر. فقد تم ولادة النقابة المستقلة من قبل العمال لتدافع عن حقوقهم وكانت نسبة المنتسبين في النقابة المستقلة الذين انسحبوا من النقابة العامة حوالي 55% وباقي العمال الغير المنسحبين 45%بقوا مع النقابة العامة. فإذا كانت الغاية لدى النقابتين هي خدمة ورعاية مصلحة العامل فلماذا لا يتم التفاوض معاً وللوصول إلى اتفاقية جماعية والسير جنبا إلى جنب لخدمة الجميع دون المشاحنة والمزايدة والتجريح لا يمكن تنفيذ حقوق العمال الحقيقية وتحقيق المكاسب للعمال إلا إذا اعترفت النقابة العامة للمناجم والتعدين بالنقابة المستقلة وعدم تجاهلها أثناء التفاوض على اتفاقية الجماعية مع الشركة والسير بجانب النقابة المستقلة. وتحاول النقابة العامة أن تعيد ثقة العمال التي فقدتها النقابة العامة وذلك عن طريق دغدغة مشاعر العمال بالكلام المعسول والمطالب الرنانة المزيفة ليلتف العمال حول النقابة العامة وترك النقابة المستقلة وحيدة فأن المطلوب من العمال تحديد مطالبهم العمالية بكل دقة وأمانة. كما يجب ترتيب الأولويات للمطالب العمالية بما فيها تلك التي لها علاقة بالموظف مباشرة من الناحية المالية والاستقرار الوظيفي في العمل. ومن المهم أن تراعي الظروف المالية الصعبة التي تعانيها الشركة في هذه المرحلة التي تمر بها وهى مرحلة صعبة وحساسة ودقيقة جداً . والأمر المقلق الذي يؤرق العمال هو انحراف النقابة المستقلة عن مسارها التي ولدت من اجلها وتصبح كرتونه هشة كالنقابة العامة ويبقى العامل وحيداً دون نصير. حمى الله الأردن وملك الأردن وشركة الفوسفات وعمال الفوسفات