بِأَيِّ ذَنْبٍ أُهَانُ
صَفعةٌ مُهِينةٌ تلقَّاها عَبدُ اللهِ نُسور رئيسُ الوزراءِ في جرشَ مِنْ قَبضَةِ مُواطنٍ أُردُنِيّ ،قامَ بقذفه بنعلِهِ ،ليتفوّقَ على كلِّ الأسلحةِ الفتّاكّةِ ،التِي ضَربَنا بها ،فهو مَنْ أحَرقَ قلوبَنا بِضرائبِهِ وأسعارِهِ ،وهوَ مَنْ أذلّنا وجعلَنا لاجِئِين في بَلدِنَا ،نتكففُ حيَاتنا الكريمَةَ مِن حُكوماتِنا العابِرة والمارِقة والفاسدةِ ،ونتوَجّهُ بالرجاءِ لأصحابِ الدولةِ والمَعالِي ،بانْ يَصرِفوا لنا دنانيرَ بخسةً ليُخففوا عنّا عبءَ الأسعارِ التِي أثقلتْ كاهلنا! وليقولَ لنَا هذا المواطنُ الجرشِيّ أنَا مَنْ يرفضُ الذُلّ والإهانةَ قلبًا وقالبًا !ليخرجَ بعدَها دولةُ الرئيسِ يمسحُ غبارَ الحذاءِ!!
ما قامَ بهِ المواطنُ الجرَشِيُّ ،كانَ تعبيرًا حقيقيًّا عمّا يجولُ في ضميرِ ووجدانِ المواطنِ الأردنِيِّ ،فلمْ يَجرؤ أحدٌ منّا على فعلِ ما فعلَهُ ! لقدْ أوصلَ رسالةَ الشّعبِ لِمَنْ يَهمُهُ الأمرُ!! ورسمَها على وجهِ النُسورِ ،وأمامَ الكامِيراتِ غيرَ آبهٍ بِمَا سَيحصَلُ لهُ !لأنَّهُ أحسَّ بأنّ عبد الله نسور يُهينُ الشعبَ ويسعَى بكلِّ ما أوتِي مِنْ قوّةٍ لإذلالِهِ وتركيعه.
فهوَ دومًا يتوعدُهُم بالويلِ والثبورِ وعظائِمِ الأمورِ ،ويُهدِّدُهمْ بالمزيدِ مِنْ الضرائبِ ورفعِ الأسعارِ فكانَ حذاءُ المحاسنةِ الرّدَّ الحاسمَ المزلزلَ على كلِّ التهديداتِ ،لكبحِ جِماحِها ووقفِها عندِ حدِّها ،فكانتْ الرسالةُ مفادُها قِفوا عندَ حدِّكمْ وكَفِى!
نعمْ لمْ يتجرّأْ أحدٌ منّا على فِعلِ ما فعلَه هذا المواطنُ ،لكنّهُ فتحَ الآفاقَ أمامَنَا ،وجعلَ مِنْ الحذاءِ سلاحًا مقاومًا في زمنٍ عزَّتْ فيهِ الأسلحةُ ! وأعطانَا إشارةً واضحةً على أنَّ أحذيتَنا قادرةٌ على التَصَدِّي لِمَن يعبث بمصِيرنا !
سوفَ يكونُ حذاءُ المحاسنةِ مادةً تاريخيَّةً ،قدْ يتعلّمُ مِنهَا كلّ مَنْ تُحدِثُه نفسُهُ ظلمَ هذا الشعبِ والتطاولَ على لُقمةُ عَيشهِ وشَربَةِ مائِه ونُورِه ،وسوفَ يكونُ أيضًا عِبرَةً لكلّ مَنْ يُحاوِلُ الدَوْسَ على كرامةِ ،وحقِّ المُواطنِ الأردنِيّ.
فهلْ وصلَتْ الرسالةُ ،التِي كانَتْ أوضحَ مِن الشمسِ فِي رَابعةِ النهارِ يا تُرى،أمْ أنَّ الأمرَ بحاجةٍ إلى لغةٍ أخرَى؟! .
Montaser1956@hotmail.com