آخر الأخبار
ticker مدعي عام كاليفورنيا: سنقاضي إدارة ترامب بسبب نشر الحرس الوطني ticker روسيا: نجاح عملية تبادل أسرى حرب مع الجانب الأوكراني ticker الملك يلتقي ماكرون ويؤكد الحرص على توطيد العلاقات مع فرنسا ticker مقتل خمسيني طعنا وإصابة 3 خلال مشاجرة في مأدبا ticker السلامي: اللاعبون الأكثر جاهزية سيلعبون امام العراق .. والتعمري مصاب ticker 963 عقارا تملكها غير الأردنيين منذ مطلع العام بانخفاض 13% ticker طلائع قوافل الحجاج تصل إلى حدود المدورة ticker حسان في عيد الجلوس: هنيئاً لنا بكم سيدي ticker الملك يشارك في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا ticker الأردنيون يحتفلون بالذكرى الـ 26 لعيد الجلوس الملكي ticker الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض مع ترقب محادثات التجارة بين أميركا والصين ticker اكثر من 300 مليون سائح دولي في العالم خلال 3 أشهر ticker تراجع طفيف للجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو ticker الأشغال: مشاريع طرق بـ 97 مليونا تعكس رؤية الملك للتنمية المستدامة ticker كندا تتبنى نظام التمويل الإسلامي ticker الأسهم الآسيوية ترتفع والهندية لأعلى مستوى في أكثر من 7 أشهر ticker بعثة الحج العسكرية تصل إلى أرض الوطن ticker الملكة رانيا : "تي شيرت" المنتخب زي رسمي هاليومين ticker الآلاف يقضون العيد بالتنزه في إربد ticker ولي العهد للملك: دمت يا سيدي رمزاً للفخر والعزة

الاستبداد – الافساد : اضاءات على المشهد في الاردن

{title}
هوا الأردن - د.سمير ايوب

لها الكثير من الحواضن المتسانده. ظاهرها كباطنها ،غير مرح ولا فرح . منظومة فاعلة بنشاط متصل ، غير راكدة ولا هامده . وان بدت أحيانا ، لاسباب تكتيكية غير ذلك . منظومة تضم في حناياها الكثيرمن الملل والنحل . تقف بافرادها ومضامينها ،على حواف كل شئ . منها ، معارج الاخلاق والاستقامة الظاهرية الفردية . ولكنها تمضي فيما بعد ،عبر طرق آخرها في علم الغيب . لا شئ يشبهها ، الا الشيطان المتحول كما وردت حكايته في النص القرآني الكريم . الاستبداد – والافساد ، منظومة متغولة بطّاشة . لا تخشى التحدي ، في مواسم الصخب والضجيج الاعلامي . تعمل على ان لا يتجاوز ، كل ذاك النقيق ، الانتقائية المفرطة . وعلى ان يبقى صخباً متأتأ خَجِلاً وَجِلاً . وطالما بقي الصخب ، بعيدا عن الجهر في مخاصمة منظومة الحواضن ، وقواها الضابطة لايقاعات المسرح والمَشاهِد فيه ، فهي بالقطع ، لا تخشى مواجهة مع مجرد حذاء ، يطاول حقاً او ظُلماً ،اي قامة في العمل العام . حذاءٌ لم يجد مناصا من طَرق خزان الغضب الشعبي . حتى لو استعان ذاك الحذاء بكل انتاج مصانع الاحذية المحلية والاقليمية والعالمية ، بكل مقاساتها والوانها وماركاتها . للاسف الشديد طبعا . في ظل كل ما حملت قذيفة الحذاء ، التي قصفت هامة رئاسة الوزراء في الار دن مؤخرا ، من توريات واسقاطات سياسية كامنه او معلنه ، الباطل فيها قبل الصحيح ، يتبادر في ذهني حزم من الاسئلة المقلقة . منها ، أيصح أو يليق ، الثرثرة مطولا ، عن مسارات فردية لمنظومة الافساد ؟ والاستمرارالمسترخي في الوعظ عن الضوابط الاخلاقية ، وحدها في مواجهة التدهور السلوكي المرافق له ؟ وتفسيره فقط داخل اطار الاخلاق المعلقه ؟ أم ان لتلك المنظومة مضامين ، سياقات ، استراتيجيات وادوات ذات اغراض لم تعد تخفى على أحد ؟ وانها منظومة شيطانية مركبة ، يشد قطاعاتها ومستوياتها رباط واحد ؟ وتملك طاقة مستدامة على التناسل والتكاثر كالارانب والقطط ، حتى بات لها ابناء واحفاد وأتباع ، يفوق عددهم اتباع كل من الراقصة فيفي عبده في مصر الكنانه ، والمغنيه هيفاء وهبي في لبنان ؟ طبعا وهن في اوج شبابهما . الاستبداد – الافساد في بلادي كما في غيرها من بلاد العالم ، منظومه تضخ بين الحين والاخر ، بعضا من قضايا التفسيق والاسقاط المدروس ، من كل النكهات . وكلها محكوم استراتيجيا باكوام من اللغة الشجية التي لم تعد تطرب أحدا حتى منشدها . منظومة الافساد تتقاسمها في بلادي ، قوى تنهش كل ما هو فوق ارض الوطن وتحت ارضه وفي سمائه . منظومة تنتج حراسها وجزرها طيب المذاق ، وهراواتها الغليظه ، من انظمة وقوانين ناعمة ، كفيفة او معاقة . وتنتج جوقات من المداحين المزمرين المطبلين ، وخبراء التجميل والتأويل والتفسير والتبرير، ومحترفي التقزيم والتعظيم والتهميش والتهبيش . ناهيك عن كل المنافحين والمتنطحين من عصبويات واصول ومنابت ومواقع وحَسَبٍ ونَسَبٍ وغطرسة مال السُّحت . فبيادر الافساد في بلادي ، ظليلة كالخميله . فريدة في نوعها . فيها من ينظم السير بلا تدافع . فيها مرضعون ومرضعات يتقمصون الشرف . يقفون في المنتصف من الجميع ، لضبط ايقاع المناوشات بين مفردات المنظومه . ليبقوا خائفين ومحتاجين لمظلته ، وللتعرف الدائم على مستجدات اصول اللعبة ومواقيتها ومحطاتها . فيها من يتحكم باتقان ، بالسواقي وبالجذع وبالجذور . ولكنهم في المحصلة ، كلهم جسد واحد . اذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالحُمى والسهر . بعيدا ، عن انتهازية بعض اصنام المعارضة ، او الموالاة ، المتصدرين ضفتي المشهد الاردني ، واغلبهم بالمناسبة مُدَجّن كثيرا ، اقول كمواطن عادي : لا نتوقع ملائكة في العمل العام ، ولكننا في المقابل ، لن نقبل بشياطين تسوس امرنا فيه . ولا نطمح بمدينة فاضلة ، متحررة من عب الفساد والافساد بالكامل . الناس تدرك بالفطرة السوية ، بان العمل العام بالكثير من تطبيقاته الحالية ، غير محصن بما فيه الكفاية ، من أدوات الردع وعبئ الاخلاق العامة ، والشرف والنزاهة والامانة . وان الاخلاق الفردية وحدها ما كانت يوما ما ، تكفي للاحساس بوجع الناس ومآسيهم . وأقول ، لمن يريد التوغل اكثر في دهاليزومعارج الافساد ، والتفسيق المؤسسي والفردي ، أن هناك مداخل كثيرة ومتعددة للفهم ، وكلها تبدء من الحواضن الناعمة ، التي تحت الارض وفوقها . كل تلك المداخل ، يعرفها حق المعرفة ، كثيرون من نشامى هذا الوطن الطيب . ولكن ، هل لا تزال الافاق القريبة والبعيدة ، من المجابهات والمواجهات ،مبشرة وواعده ؟ وهل موازين القوى فيها ، تختزن ما يكفي من الحكمة الوطنية ، بعيدا عن العبثية او العدمية غير المسؤولة ؟ الحقائق مرة . وأرى بصيص نار بين الرماد . فاحذروا ان تمتد الى ما بين اقدامكم ، لا سمح الله

تابعوا هوا الأردن على