زيارات القيادة الأردنية لأمريكا وبريطانيا ترهق الموازنة العامة
الحج المتكرر لأولي الأمر لكل من لندن وكليفورنيا لا يعود على الوطن بنفع كثير ولا يحل أزماته الاقتصادية والسياسية الخانقة وربما تبعاته السلبية تزيد الهوة بين سياسات الدولة وتطلعات الشعب نحو الإصلاح السياسي والحرية والاستقلال في القرار الوطني .قبل شهر ونصف كانت القيادة الأردنية في لندن وكليفورنيا وها هي الان تعود لزيارة ذات الدولتين فما الذي جد أو استجد ليستوجب هكذا زيارات متكررة ومكلفة للموازنة العامة المفلسة أصلا؟ لم تعد الشروحات الإعلامية عن زيارات القيادة الأردنية الخارجية التي يقدمها المركز الإعلامي في الديوان الملكي والناطق الإعلامي باسم الحكومة المبجل الدكتور محمد المومني تقنع أحد. فنحن لم نرى نتائج للزيارات السابقة تنعكس على الاقتصاد الأردني وما نراه من متابعاتنا للزيارة الملكية من خلال وسائل الأنباء العربية والأجنبية تبين بأنها زيارات تقع في جلها في باب الزيارات الشخصية والخاصة التي ربما يتم على هامشها لقاء إعلامي أو بروتوكولي مع شخصية عامة هنا أو هناك لا يترتب عليها أكثر من تصريحات إعلامية مفعمة بالمجاملة والدبلوماسية ولكنها خالية من المضمون مثل "وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والاتفاق على تعزيز التواصل المستقبلي وزيادة فرص الاستثمار وغير ذلك من التصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع". الزيارات الملكية الخارجية ترهق موازنة الأردن المرهقة أصلا وتزيد من شعور المواطنين بأن الضرائب التي يدفعوها يتم صرفها على وجوه لا تعود على المجتمع بالنفع الكثير. من حق القيادة الأردنية أن تقوم بزيارات ترفيهية وأن تتمتع بإجازات خاصة خارج البلاد وذلك مثلها في ذلك مثل أي مواطن أردني ولكن ينبغي أن تكون نفقات هذه الزيارات مغطاة من المال الخاص للقيادة وليس من أموال الخزينة العامة للدولة خصوصا إذا ما علمنا أن مبالغ المياومات التي تتقاضاها القيادة عن كل ليلة تقضيها خارج البلد هي مبالغ طائلة جدا يعرفها وزير المالية ورئيس الديوان الملكي. ينبغي أن يتم الفصل بين الزيارات الخاصة والرسمية للقيادة الأردنية للخارج كما ينبغي إعادة النظر بكلفة النفقات التي تتحملها الخزينة جراء هذه الزيارات حيث أن الأوضاع في الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأردنيون في شطنا والنعيمة وحوشا وأم حماط والحسينية وجنين الصفا ودير السعنة وبئر مذكور والأشرفية والغريغره لم تعد تحتمل الملايين من الدولارات التي يتم إنفاقها على زيارات ربما هي غير ضرورية أصلا. تخفيض نفقات القيادة الأردنية وزياراتها الخارجية ،وضبط كلفة معيشتها ،وصيانة قصورها المتعددة ،والرواتب الفلكية للعائلة المالكة والأمراء والأشراف وأبنائهم وأحفادهم أصبح ضرورة وطنية لتقليل شعور بعض المواطنين بأنهم بقرة حلوب للضرائب المرتفعة لتغطية كلف معيشة وترفيه ليس فقط أولي الأمر ولكن لشرائح من العائلة المالكة لم ينص الدستور على تغطية أي من نفقات معيشتهم.