شركة سياحة أردنية تقاضي دولة الشيخ الحريري في بيروت
قال الله تعالى في محكم كتابه ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) صدق الله العظيم
قد يكون مبلغ 2,881,064 دولار أمريكي بالنسبة إلى صاحب المليارات دولة الشيخ سعد الدين الحريري لا تساوي شيئا ولكنها بالنسبة إلى شركة سياحية أردنية تعني كل شيء بل تعني الموت أو الحياة .
كنت أظن أن الفساد منتشر فقط عندنا في الأردن ولكنني أكتشف يوما بعد يوم أن الفساد ليس له وطن وليس له حدود وليس له دين .
كنت أظن أن التزوير في الإنتخابات النيابية وشراء الأصوات يقتصر على الإنتخابات الأردنية ولكنني حتما كنت مخطئا من جديد فالتزوير وشراء الأصوات منتشر في معظم الدول العربية .
لقد تردد إسم دولة الشيخ سعد الدين الحريري إبن دولة الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وابن السيدة نضال بستاني التي تقطن في الأردن حين نجح في الإنتخابات النيابية وقام بشغل منصب رئيس وزراء لبنان من 9/11/2009 لغاية 13/6/2011 . وكان له وجود هو وشقيقه بهاء الدين في الأردن من خلال مساهمتهما في مشاريع استثمارية في الأردن وبالذات في عمان وفي العقبة منذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم في الأردن وهو رئيس اللجنة التنفيذية لشركة أوجيه – تلكوم ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة ( أمنية هولدنغز ) وعضو في مجلس إدارة شركات (أوجيه الدولية) ومؤسسة الأعمال الدولية وبنك الإستثمار السعودي ومجموعة الأبحاث والتسويق السعودية وتلفزيون المستقبل .
تيار المستقبل : هو أقرب ما يكون إلى جمعية سياسية لبنانية أسسها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري رحمه الله بتاريخ 9/8/2007 مركزها بيروت وهي تهدف حسب برنامجها السياسي (برنامج وطن ) إلى تجسيد ميثاق العيش المشترك الذي ارتضاه اللبنانيون دستورا لهم ويتبنى مقدمة الدستور قولا وعملا ويسعى إلى تحقيق مبادئها . ولقد تولى سعد الدين الحريري قياة تيار المستقبل بعد وفاة والده عام 2005 وهذا التيار يشكل العامود الفقري لتحالف 14 آذار بالتحالف مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب
بتاريخ 19/12/2012 تم تسجيل شكوى جزائية بجرم إساءة أمانة / إحتيال أمام قاضي التحقيق الأول المحترم في بيروت برقم 20/2012 من قبل شركة سياحية أردنية وتم الإدعاء فيها على كل من دولة الشيخ سعد الدين رفيق الحريري وعنوانه بيت الوسط في وسط بيروت والسيد نادر النقيب أحد كوادر تيار المستقبل وعنوانه شارع سبيرز قرب الصليب الأحمر قرب قصر الحريري .
لدى مراجعة المواد 39 و40 و70 من الدستور اللبناني فإن أحكام الدستور تسمح بملاحقة النائب جزائيا في أي وقت ولكنها تمنع ملاحقة النائب على أفكاره وآرائه المتعلقة بعمله النيابي . حتى لو كان النائب يشغل مركز رئيس وزراء فإن أحكام المادة 70 من الدستور اللبناني واضحة المعالم من حيث ملاحقة رئيس الحكومة في أي وقت . مع التأكيد أنه يمكن إقامة دعاوى مدنية بحق النائب ورئيس الوزراء في أي وقت دون الحصول على إذن بذلك من أي مرجع .
بتاريخ 24/5/2009 ولغاية 6/6/2009 قامت شركة سياحة أردنية بتوريد 4004 تذكرة سفر إلى لبنانيين من المؤيدين لدولة الشيخ سعد الدين الحريري للمشاركة في الإنتخابات النيابية من أجل إنجاح دولة الشيخ سعد الدين الحريري ومرشحي تيار المستقبل في الإنتخابات النيابية اللبنانية في عام 2009 بناء على طلب من السيد نادر عفيف النقيب .
ولدى مطالبة السيد نادر عفيف النقيب توقيع اتفاقية عمل بهذا الخصوص أكد أن حساسية الموضوع لا تسمح بذلك وأكد أن الشيخ سعد الحريري وعائلته وتيار المستقبل يلتزمون التزاما كليا بدفع كافة النفقات المالية المترتبة على إصدار 4004 تذكرة سفر تبعا لقوائم ألأسماء واللوائح للبنانيين المقيمين في بلاد الإغتراب والتي تم تزويد الشركة الأردنية بها والمحفوظة لديها .
ولقد قامت الشركة السياحية الأردنية بواجبها خير قيام ونجحت في إيصال هذا العدد الكبير من المؤيدين للشيخ سعد الحريري إلى لبنان للمشاركة في الإنتخابات النيابية . وبالفعل حاز حزب تيار المستقبل على الأكثرية في هذه الإنتخابات .
ولقد بلغت تكلفة إصدار هذه التذاكر الإجمالية مبلغ 7,874,428 دولار أمريكي . وبالفعل فقد تم تحويل ثماني تحويلات من خلال بنك البحر المتوسط لصالح شركة " سعودي أوجيه " والتي قامت بدورها بتحويل هذه الحوالات إلى حساب شركة السياحة الأردنية وبلغ مجموع هذه الحوالات مبلغ 5,393,364 دولار أمريكي
ولقد تبقى في ذمة الشيخ سعد الدين الحريري مبلغ 2,881,364 دولار أمريكي ومنذ ذلك التاريخ لجأت الشركة الأردنية إلى كل الوسائل الإنسانية والأخلاقية والودية من أجل الحصول على المبلغ المتبقي ولكن دون جدوى .
وبالمقابل فلقد تكبدت الشركة الأردنية خسائر فادحة من ديون للمصارف الأردنية بالإضافة إلى أن وكالة إياتا فسخت العقد مع شركة السياحة الأردنية لعدم تمكن الشركة من تأمين ثمن قسم كبير من بوالص السفر . لقد تم قتل الشركة الأردنية ماديا ومعنويا وهي الآن ملاحقة قضائيا من قبل البنوك الأردنية .
يا دولة الشيخ سعد الدين رفيق الحريري قد لا يكون مبلغ مليون أو عشرة ملايين دولار أمريكي مهما بالنسبة إليك فأنت تستطيع أن تصرف مئات الآلاف في حفل عشاء واحد في باريس وتستطيع أن تصرف مئات الملايين من أجل أن تنجح أنت وأعضاء تيار المستقبل في الإنتخابات النيابية . ولكن مبلغ الثلاثة ملايين بالنسبة إلى شركة سياحة أردنية تعني الحياة أو الموت . فهل هذا جزاء من تفانى في تنفيذ العمل المطلوب وهل هذا جزاء الأردنيين الشرفاء الذين وثقوا بكم .
وفي النهاية ارحموا سمعة أبيكم الشهيد رفيق الحريري رحمه الله . ولا أظن أنه يرضى بأن يقوم أحد أبنائه بإلحاق الظلم والضيم بالأردنيين الأصايل الذين وثقوا بعهده وصدقوا وعده .
أما بالنسبة إلى السيد نادر عفيف النقيب فأختم مقالي هذا بقوله تعالى في محكم كتابه ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) صدق الله العظيم .