عنجهية الحكومة وإستهداف المواطن
احمد العياصرة *
أفجعني ما وصلت إليه الحكومة من سياسة العنجهية وأسلوب التصعيد تجاه كل مواطن يطلب حقه المهضوم فيكون مصيره المستشفى أو السجن، وما حصل لرئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان خدام الذي تقدم المزارعين المطالبين لحقوقهم حيث استقبلوهم بالعصي والهراوي والقنابل المسيلة للدموع وأدخلوه وبعضهم لمستشفى دير علا بدلاً من استقبالهم بالحوار والاستماع لمطالبهم وحل مشاكلهم لضمان ديمومة هذا القطاع الهام الذي هو أساس الأمن الغذائي في الوطن.
ترى هل هذا هو أسلوب تقدير لدور المزارعين في الأغوار التي تعتلي جباههم السمراء طبقة من غبار تراب الأرض الطيبة وهم يقلبونه ويزرعون الخضار والفواكه ليبقى الغور سلة غذاء الأردن وعدد من الدول الشقيقة والصديقة.
هل تناست الحكومة والأجهزة الأمنية القائمة على الأمن السياسي في الأردن دور هذا القطاع وكيف يقدر في العام؟ ألا يتذكرون كيف قدر وكافئ الشعب الأمريكي جيمي كارتر عنما كان من كبار المزارعين وأوصلوه إلى سدة الحكم كرئيس لأمريكا، ألا يعلمون أن رئيس اتحاد المزارعين دوره التنفيذي أهم من دور رئيس الحكومة التنفيذي كون الأول يحقق الأمن الغذائي الذي يتولد عنه الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والسياسي والمائي والصحي، ألا تتذكرون قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقسماً : "لو أن الفقر رجلاً لقتلته"!!!.
لماذا هذه العنجهية التي إن استمرت ستصل بنا إلى دمار هذا القطاع وإذا قاموا بالتصعيد سيتعطل الإنتاج وتنعكس علينا أبناء الشعب، هل الهدف هو التنكيل بحياتنا لنتكل على الغير ونستورد كل شيء وحينها سيموت 90% من الشعب الذي لا يقدر على لقمة العيش، هل بحساباتكم أنه لا يستحق العيش في هذا البلد إلا المسؤولين وأسرهم وأنسبائهم ، ألا يحين الوقت أن تضعونا بحساباتكم وتدركون بأننا الأصل في هذا الوطن نعمل من أجلكم لتنتفخ جيوبكم، ألا تعلمون أننا وصلنا إلى قناعة في سياستكم "نموت نحن وتعيشون أنتم" ؟
أيها المسؤولون غداً لقائنا أمام الله وسيكون الحساب عسير واعلموا أن الكيل طفح والصبر اقترب من النفاذ، إرجعوا إلى صوابكم ليبقى الأردن وشعبه لوحة حب وعطاء وحمى الله الأردن.
*رئيس تحرير وكالة هوا الأردن الإخبارية