عجلون وفارس الخوري!
في عجلون نقرأ العجب حين نتابع ازمتها المرورية التي تأخذ حيزاً في الصحافة. فالمسؤولون يضعون اللوم على المتعهد الذي ادخل جرافاته وشاحناته وسط البلد لاقامة مجمع سفريات ومن يعرف حجم هذه الدائرة المتواضع يفهم حقيقة الضرر الذي يطال الحركة التجارية، ومزاج الناس، في حين يضع المتعهد اللوم على المسؤول الذي لم ينظم حركة السير الكثيفة التي تعيق عمل آلياته الثقيلة التي تجرف، وتنقل الاتربة في شاحنات لا تجد مكانا لحركتها!!.
ولعل هذا التلاوم الطريف في عجلون الجميلة هو النموذج، ومادة «الحوار» في بلدنا بين «المعارضة» و»الحراكات» والاخوان وبين الحكومة.. مجلس النواب والوزارة!!. فالاسباب تبرر بعضها، والاولويات ما تزال: البيضة من الدجاجة أو الدجاجة من البيضة!! وما تزال الاسباب تتحول الى اسباب مضادة، ما يزال العجز هو مادة الأزمة!!.
من طرائف الوطني السوري فارس الخوري في مجلس الأمن أنه حين كان يطالب بخروج الجيوش الفرنسية من سوريا كان المندوب الفرنسي يتحجج بالقوات البريطانية التي دخلت سوريا لانهاء سيطرة فرنسا فيشي المتحالفة مع المانيا!! نخرج يوم يخرج الانكليز!! وكان المندوب البريطاني يقول: لا مطامع لنا في بلد حررناه من الفيشيين ليخرج الفرنسيون فنخرج!!.
وقتها سأل فارس الخدري المندوبين: هل سمعتم ايها السادة بقصة البلدية الغبية؟
في قديم الزمان اقامت البلدية الغبية عاموداً ضخماً في وسط الشارع الرئيسي، ووضعت على رأسه مشعلا، وسأل الناس في البلدة: لماذا العامود؟ فقالت البلدية لنرفع المشعل!! ولماذا المشعل؟ وكان الجواب: هل تريد ان يصطدم الناس بالعامود في الليل؟!.
ويقول فارس الخوري: نحن لا نريد مشعل الفرنسيين، وعامود الانكليز، نحن نريد خروجكم من بلدنا!!.
وننصح الادارة في عجلون الجميلة: خففوا تدفق السير في منطقة العمل ليستطيع المتعهد انجاز المشروع!.
وننصح المتعهد - ونحن نعرف المتعهدين خارج عمان - اعمل بجد، وانه مشروعك بأسرع ما يمكن، والا فاننا نعود الى قصة فارس الخوري!!.