3 ساعات فقط لاغير !
طيلة ثلاث سنوات تقريبا لم تستطع أجهزة إستخبارات دولية جبارة أن تطيح بنظام الحكم في دمشق , و لم تستطع أن تفتت الجيش العربي السوري , و لم تستطع حتى أن تؤخر رواتب العاملين في القطاع العام السوري , و إن حققت ' نجاحات ' في تدمير البنى التحتية و تشريد ملايين السوريين و تيتيمهم و إغراقهم في الدم و الحزن و الأسى .
عشرات مليارات الدولارات و عشرات ملايين الاطنان من السلاح المتنوع و المتطور لم تفلح في جعل ' الثوار ' من الشيشان و الافغان و الالبان و العربان و بعض السوريين في ' فتح ' العاصمة دمشق و اسقاط نظام الحكم في الوقت الذي اتحفنا نائب اردني قادة بؤس حالنا في الاردن لجعلة نائبا في البرلمان ليعلن بكل ثقة ان الجيش الاردني قادر على دخول دمشق في ثلاث ساعات فقط لاغير ... علما ان مسافة الطريق تحتاج زمنا اكثر من ذلك لو كان مفروشا بالورد!
فائدة التصريح الخطير للنائب اياه اننا عرفنا اسمه فقط !
' وصفي الزيود ' لم يختر قضية واحدة من عشرات القضايا الخطيرة التي تصدع رؤوس الاردنيين في قطاعات التعليم و الصحة و الخدمات العامة و البطالة و الغلاء و تقتيت الدولة ليختار واحدة فقط منها ليتصدى لها بل اعلن عن وجوده في البرلمان كنائب ليسمع الناس بإسمه عبر تصريح يشبه نكتة لكنها للبكاء لا للضحك !
أخطر ما في تصريح النائب ' المحترم ' أنه يعبر عن ذهنية بدائية لا تليق بسياسي فضلا عن انها تسيئ فعلا ليس فقط لدولة عربية شقيقة و جارة لنا معها مصالح و بينا روابط اخوية , لا بل انها تسيء, قبل ذلك , للاردن و لجيشه المسمى ب ' الجيش العربي ' , فهل يليق بجيش بهذا الاسم و صاحب تاريخ حافل بمعادة الكيان الصهيوني ان يتم تصوره ' مجرد تصور ' في الخندق المضاد للجيش الوطني السوري الذي يخوض حربا شرسة حماية لشعبة و وطنه و تنعكس عليا سلبا او ايجابا نتائجها ؟!
الم يقف جيشنا مع الجيش العربي السوري في خنادق الجولان الكتف بالكتف في مواجهة العدو الصهيوني المستفيد الوحيد مما يحدث اليوم على الارض السورية ؟!
عبَر تصريح النائب اياه عن بساطة مؤهلات الطاقم السياسي الحالي و بدائية تفكير اغلب النواب الاردنيين الذين لا يختلفون في مؤهلاتهم السياسية عن الطاقم الرسمي الحكومي و هؤلاء يلحقون ضرارا جسيما بمصالح الدولة الاردنيه و يساهمون في توهان بوصلتها .
لم يسبق لي أن سمعت تصريحا , ايا كان شكله , للنائب المدعو ' وصفي الزيود ' فهل من الممكن ان يتحفنا بتصريحات تتعلق بالفساد المنظم في الاردن ؟ و هل يستطيع قول كلمة بخصوص سفير الكيان الذي يهدد الدولة الاردنية ويخطط لكل ما هو مسيئ لأهلها ؟
' بلاش ' ! هل يتصدى الزيود لمهمة مطالبة الحكومة بتزويد البلديات التي ينوب عن اهلها في المجلس بحاويات قمامة يدفع من انتخبة ثمنها كل شهر دون جدوى ؟!!
أفهم شخصيا اسباب فرحة البعض بطرد السفير السوري من عمان . السفير السابق لسوريا ' بهجت سليمان ' لم يكن موفقا في كثير من التصريحات و لم يراع فعلا الاعراف الدبلوماسية لكن يسجل له حبه لبلده و انحيازه لمصلحة النظام الذي يمثله , بغض النظر عن موقفنا من النظام . لكن مع ذلك اليس من بين الرسميين الاردنيين من يسيئ للاردن و من يتخطى - دون رمشة عين - دستورها و لا يكترث لهيبتها و لا يأبه لمصالحها العليا ؟!
لست بموقف الدفاع عن السفير ' بهجت سليمان ' . فلي , بتواضع , ملاحظات على اداءه العام لكن بالمقابل يجب ان نلحظ ان السفير لم يسيئ للشعب الاردني انما كان ينتقد على طريقته دور بعض المسؤولين الاردنيين بخصوص موقفهم من بلده و هذا واجبه مع التحفظ على الاسلوب حتما .
هؤلاء الذين تعرضوا لسهام السيد سليمان هم من يحملهم اهل البلد , لا السفير وحده , مسؤولية التخريب الممنهج للدولة الاردنية ايضا و هم من لم يتخذوا إجراء مماثلا بحق من يهدد هويتنا الوطنية و يتوعدنا ليل نهار بالوطن البديل و بنسف المسجد الاقصى و من قتل قبل اسابيع قاضيا اردنيا دون همسة عتاب !