الفنجان الأسود أحد مسببات الفساد
لا أحد منا ينكر الدور الكبير الذي كان يقوم به فنجان القهوة السادة عند العرب قديماً من حيث إنهاء القضايا المستعصية وتطييب الخواطر بين الناس، ولكن الظروف الحالية والزمان الذي نعيش بات مختلفاً تماماً عما كان في السابق، وبات الفنجان الأسود غير قادر على معالجة مشاكل الحضارة الحالية بشكل جيد، بل على العكس أصبح الفنجان الأسود أحد مسببات الفساد، و بتنا بالضرورة نلجأ إلى معظم أولئك الفاسدين الكبار للتدخل في معالجة القضايا الكبرى بدلاً من عزلهم، ولم يعد يقتصر الموضوع عند هذا الحد، بل أصبح يشار إلى أولئك الفاسدين بالبنان عقب قيامهم بحل ومعالجة قضية ما، وأصبحنا كشعب غير قادرين على التعامل معهم إلا بكل احترام وتقدير ، لأننا محتاجين لهم ، وقد نحتاجهم في أي وقت من الأوقات، وبتنا نعيش صراع مع داخلنا ، فنحن في الجلسات المغلقة نطعن بهم ونشير إليهم بدلالات سيئة ولكننا سرعان ماننهي ذلك الحديث عندما يظهر أحدهم في إحدى الجلسات العامه ونتسارع ونتسابق على تحيتهم والترحيب بهم إجلاسهم في المكان المميز، لذلك يجب علينا جميعاً أن نبدأ بمقاطعة الفنجان الأسود وضرورة اقتصاره على المناسبات السعيدة والجاهات، لأن بقاء واستمرار ذلك الفنجان الأسود سيزيد من الظلم الواقع ومحاصرة العدالة وسيعطل القوانين والتشريعات، لذلك نحن أحوج مانكون لإيقافه واستبداله بتشريعات وقوانين ناظمة جيدة تتحدث عن التفاصيل حتى نتمكن من النهوض بالدولة ومقارعة طبول الفساد والأزمات إذا مارغبنا بالتقدم نحو مفاهيم الدولة الحديثة.
سائلاً العلي القدير أن يجنبنا شر نتائج ذلك الفنجان الأسود ، إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين