الاعلام الحديث
هوا الأردن - راما روّاش
إن نشوء مواقع التواصل الاجتماعي ساعد على ايجاد فضاء جديد من الحرية أسهم في التحول النوعي الذي طرأ على استخدام الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، من كونها أداة للترفيه، والتواصل، إلى أداة لتبادل الآراء والتنظيم والقيادة، ثم إلى وسيلة فعّالة لنقل الحدث والمتابعة الميدانية ومصدراً أولياً لوسائل الإعلام العالمية.
الإعلام وحده لا يمكن أن يصنع التغيير المجتمعي والاقتصادي والسياسي ولكن من المتفق عليه أن الإعلام إنما هو أداة من مجموعة أدوات تصنع التغيير، فالثورة الإيرانية نهاية السبعينات في القرن الماضي انتشرت عبر شريط كاسيت بينما في عصرنا الحالي كان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في الثورة التونسية والمصرية.
لذلك فإن الإرادة الشعبية بدون وسائل الإعلام الجديد قد لا تساوي شيئاً، فما جرى هو نتاج عوامل تفاعلت مع بعضها لتنتج لنا تغييرا بأسلوب لم يعهده عالمنا العربي من قبل، وغيّر أنماط حياتهم، مضفياً عليها مزيداً من التفاعل والتواصل.
وأصبحنا بفضل هذه الثورة التكنولوجية أمام إعلام جديد لا يحتاج إلى أي رأسمال، فكل رأسمالك هو هاتفك النقال أوحاسوبك الشخصي فإذا ما كان الاعلام الجماهيري والاعلام واسع النطاق صفة اعلام القرن العشرين فإن الاعلام الشخصي والفردي هو اعلام القرن الجديد.
للاعلام الجديد القدرة عن تقديم مبادرات المجتمع المدني، فتعددية الفاعلين وحدها هي التي يمكن أن تختار تنمية ثقافية في اطارات متعددة الهوية ، وافكار جديدة تسهم في التقدم والتنمية، وقد نجد أنفسنا يوما مع تعاقب الأجيال أمام تغييرات ثقافية جذرية تضع أولوية الجروبات والمجموعات قبل الأولويات التقليدية المذهبية والعقائدية.