تدوير المناصب
منذ سنوات طويل مضت ونحن نسمع بأسماء ذاتها تنتقل من مكان لآخر، حتى بات المواطن البسيط يتوقع أسماء الوزراء قبل تشكيل الحكومة، أو أي منصب عام. فهذا المنصب محجوز لفلان حتى لو لم يملك من الكفاءة اسمها، وعند انتهاء مدته يذهب إلى خط الوسط ، ثم يكون مهاجما، أو يعود إلى دكة الاحتياط أملا في عودته في المباراة القادمة لموقع جديد، والغريب الغريب أن هنالك مهاجمين في الصف الأول لعبوا العديد من المباريات ولم يسجلوا أي هدف يشفع لهم.
لقد بات مفهوم القص واللصق (copy and Paste ) يؤرق الشارع الأردني فهو مطبق منذ زمن طويل ومقتصر على مجموعة من الأشخاص قد أصبحوا كبار في السن بحجة أنهم نخب تحمل الخبرة الطويلة في الإدارة والاقتصاد والسياسة, أين خبرتهم هذه؟ إلى أين أوصلتنا؟ مديونية ضخمة بحاجة إلى شبه معجزة لسدادها. موارد تآكلت ولم نستفد منها إلا القليل، بطالة وفقر، أما آن الأوان ليريحوا ويستريحوا.
فالواقع الأردني الرهن بحاجة إلى افتراض أو نظرية جديدة قد تساهم في حل المشكلة الأردنية في مجال إعادة الوجوه وتكرارها،فمن الأهداف الأساسية لأي دولة أن تعمل على بث روح الشباب في إدارة الدولة وتمكينهم وإعطائهم الفرصة الكافية لإثبات الذات. فاعتقد بأن الوقت قد حان كي نفكر طويلا في مسألة إعادة تدوير المناصب بين الأشخاص ذاتهم ؛ لما للأمر من أهمية واضحة في اندماج المجتمع الأردني بكافة أطيافه في برنامج إصلاحي شامل عمادة الشباب والوجوه الجديدة في إدارة البلاد.هل يوجد في الأردن أبناء بايرة وأبناء مدللة؟ فترات طويلة من عمر الأردن كدولة ونحن نسمع أصحاب المعالي، والدولة، والعطوفة، من فئات معينة من أبناء الأردن، وان كبروا في السن يعاد بث الحياة إليهم من جديد بوضعهم في مناصب جديدة . لماذا إذن تم إيجاد سن التقاعد؟ ببساطة حتى يستريح الشخص ويتفرغ إما للعبادة، أو للسفر أو للمناسبات الاجتماعية، أما عندنا فيبقى يتنقل من منصب إلى آخر حتى يموت أو يعجز كليا بحجة الخبرة. نتمنى أن لا نصل في الأردن العزيز إلى حالة الإفلاس السياسي، فعملية تدوير المناصب بين أشخاص بعينهم (ولا أريد أن أقول النخب) هي من مظاهر الإفلاس السياسي في الدولة، فالمرة الأولى في أي منصب يعني أن يقدم الشخص إنتاجه بنوع من الإبداع، والمرة الثانية يكمل ما عجز عنه في المرة السابقة ، في المرة الثالثة خطا كبير أن يعاد الشخص في أي موقع لأنه قدم كل ما عنده وسيصبح أدائه نوع من الروتين الممل. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.