حوادث السير وموسم الصيف
تعتبر حوداث السير في الاردن من الظواهر الملفته للانتباه والتي تؤرق المجتمع والحكومة معا وتتزايد في موسم الصيف ومايرافقها من ازدحامات على مختلف الطرقات بسبب عودة المغتربين لقضاء العطلة الصيفية بين اهلهم وفي بلدهم بالاضافة الى زيادة عدد زائري المملكة من الدول المجاورة للعلاج والسياحة بعد ان تغيرت وجهتهم نتيجة للظروف السياسية والعسكرية التي تعاني منها الدول التي كانت تستقطبهم ووجود اللاجئين وكذلك موسم تخريج الجامعات ومواكب الاعراس كل هذه الاسباب البشرية بالاضافة الى اسباب فنية فيما يتعلق بضيق بعض الطرقات والشوارع سوف تزيد من هم رجال الامن العام الساهرين على راحة المواطنين لتوفير اقصى درجات الامن للحفاظ على ممتلكات وارواح الناس التي هي اغلى ما نملك الامر الذي يحثنا على زيادة الحس والوعي الامني لمساعدتهم في مهمتهم الشاقة التي نجلها على ما يبذلون من جهد وما نتمناه من الامن العام تكثيف حملات التوعية المرورية من خلال البرامج التلفزيونية والاذاعية والصحف المحلية اليومية والمواقع الالكترونية وطباعة البروشورات لتوزيعها على ضيوف الاردن في المناطق الحدودية .
لقد عانى بلدنا الاردن من الارقام المخيفه لحوادث المركبات وما يسببها من اضرار مادية وجسدية ففي عام 2013 وحسب الاحصائيات التي تم نشرها فقد بلغ عدد الحوادث 104 آلاف و554 حادثا ادت الى حصاد 757 روحا بشرية واصابة اكثر من 14 ألف شخصا وباصابات مختلفة منها ما شفي تماما ومنها ما ترك اعاقة يعاني منها ترافقه طول حياته ويجب ان لاننسى الاضرار من الناحية المادية التي بلغت مئات الملايين وتتحمل شركات التأمين الكم الاكبر منها وحسب مسؤوليتها المادية المنصوص عليها في عقود التأمين على ان يتحمل الفرق من تسبب بالحادث مما يزيد عبء المسؤولية على كاهله في وقت يعلم الجميع الضيق الاقتصادي الذي يعاني منه الاردن والذي ينعكس على المواطن وحياته وهذا ما لايريده احد اضف الى ذلك شكوى شركات التأمين من الخسائر التي تعلنها بسبب اضرار التأمين الالزامي والتي ستؤدي في الايام القريبة الى زيادة كلفة قسط التأمين لهذا النوع والذي لن يفرق بين من سجل حادثا ام لا الا بمبالغ بسيطه لاتذكر قياسا للزيادة التي ستقررها كل شركة لوحدها اذا تم تعويم الاسعار .
ان ما ذكرته اعلاه من مسببات وبعض المضاعفات التي ستسببها حوادث السير سواءا مادية او جسدية او معنوية تقودنا الى ضرورة الاخذ بالاسباب وتجنب وقوعها ما امكن من خلال التقيد بالقوانين والتعليمات المرورية والشواخص المنتشرة في الشوارع لكل مستعملي الطريق من سائقين ومشاة واستخدام الطرق الامنه للعبور لان المخالفات التي يسجلها شرطي السير والتي من المؤكد انها ليس الهدف الاساسي الذي يريده قد لا تجدي نفعا لمنع وقوع المخالفات بغض النظر ادت الى حادث ام لا لان السلوك الفردي الصحيح هو الرادع الوحيد الذي يمنع وقوع الحادث ما أمكن او على الاقل تخفيف اضراره وهذا هو الهدف الاساس من قوانين السير وبهذه المناسبة فانني اقدم كل التحية والتقدير للعين الساهرة من رجال الامن العام الذي نفتخر بهم جميعا على جهودهم الجبارة في خدمة الوطن والمواطن في ظل ورعاية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه ورعاه الله .