المخابرات
على امتداد هذا الوطن ، وعبر أبجدية الوقت منذ قيام الدولة الاردنية ما زالت المخابرات تتزين بحلل الشموخ وكبرياء المجد تتسلح علماً نبوياً وفكراً وطنياً تنأى بنفسها عن الدخول في ضجيج الفتن ومزالق الشبهات فتركت قوافل الشر التي لم تحسن العبور الى نزاهة الفكر ونقاء الضمير وتعقل الصبر، كما تركت جموع ابليس الذين اجادوا فنون التحضن لدى جيش الشيطان فقبضوا اجورهم حين احسنوا تلبية النداء .. انها المخابرات التي تعرف متى تصمت ومتى يأتي وقت البوح ، والتي جاءت من رحم هذا الوطن فلم تكن امتداداً لنهايات اجيال اندثرت اسمائها ولا لبطولات زائفة تتشبث في وهم زائف .. هي المخابرات التي عبرت التاريخ من اوسع ابوابة فحققت نهضة العلم والفكر والمعرفة واجادت فنون التعامل مع العابثين والقابضين ثمن شرائهم لولاءات الساقطين في اوحال الشهوات ، عبرت التاريخ بكل كبرياء الشموخ وسمو الرفعة والنزاهة فما لوثت يدها بدماء العروبة مثلما شرب غيرها دماء الاخوة ، ولا اجادت طرق الالتواء والتدخل في شؤون غيرها ، فأحسنت الصمت في وقت الثرثرة التي حسبها البعض خوفاً او عجزاً حين تمادى البعض في الحرية والرأي والتعبير فخرجوا على ثوابت الاخلاق ومبادىء المواطنة مستغلين الضوائق ومواسم الجفاف ، وحكايات السقوط نحو تفاهات التهور ،انها المخابرات التي اجادت لغة التمكن في حماية امن الوطن حين عجزت اجهزة كثير من الدول في حماية مواطنيها وامنها . المخابرات الاردنية بقيادة الفريق اول فيصل الشوبكي الذي تمكن في امد قصير ان يحقق العبور الآمن لهذا الوطن في ظل هذا الزخم الهائل من الفوضى والانحلال الامني والاجتماعي الذي تمدد بفعل تداعيات الربيع العربي والحروب والفوضى الاقليمية التي تعصف بالمنطقة ، فقد حققت دائرة المخابرات بقيادة الشوبكي انتصار الحق على بواطل الفكر وشراء الذمم والولاءات الزائفة فكانت انموذج القيادة المتعقلة فكراً وادراكاً وحكمةً فأعاد النهج الاستخباري وكرس استراتيجية علم النهضة الحديث في تحديث هذا الجهاز ، فتمكن من بناء مفهوم الامن الشامل ومنهجية العمل الصامت في شتى الميادين واثبتت قدرتها في مواجهة الارهاب بكافة اشكاله قياساً بالدول المجاورة التي شهدت وما زالت تشهد العديد من العمليات الارهابية التي تستهدف أمنها ، وهذا كلة بفضل جهود المخابرات والاجهزة الامنية الاخرى التي اثبتت بانها على كفاءة عالية وجاهزية من التدريب والخبرة في مكافحة الارهاب . Mafraq1966@gmail.com