ماذا يجري في العراق
يبدو ان المشهد العراقي لم يكتب له الاستقرار بعد في ظل غياب العدالة وتفشي الظلم واصرار الحكومة العراقية على الكيل باكثر من مكيال ولكن الاخبار المتسارعة والتي تفيد بتقدم وزحف تنظيم الدولة الاسلامية نحو المحافظات العراقية دونما مقاومة تذكر على الرغم من ان ميزان القوى العسكرية يميل بشكل واضح لكفة الجيش العراقي والذي وصل تعداده الى ما يقارب المليون عنصر معززين بالاسلحة الحديثة والمعدات والتدريب مقارنة مع تنظيم محدود الموارد والاعداد وتنحصر اسلحته بالخفيفة والمتوسطة فكيف لذلك التنظيم ان يتقدم بهذه السرعة خلف فلول ذلك الجيش , اللافت في هذا الموضوع ان هذا المشهد تلا الانتخابات التي جرت في العراق والانتخابات الرئاسية التي اعلن عنها في سورية واعتقد هنا ان هنالك لعبة سياسية جديدة متفق عليها بين الدول المحورية في المنطقة وبقيادة اجهزة الاستخبارات الامريكية وسيتمخض عن هذه الحالة الجديدة والتي لا تتوافق مع المعطيات على الارض بأن الحلقة الاخيرة من الحالة العراقية ستتمثل في تثبيت التقسيمات الجغرافية الجديدة والذي دعت اليها السياسة الامريكية سابقا على خارطة المنطقة حيث سيتم لاحقا الاعلان عن ثلاثة دول في العراق سنية وشيعية وكردية وسيكون افقر هذه الدول هي الدولة السنية وسيتبع ذلك اعترافا دوليا بنتائج الانتخابات الرئاسية في سورية ضمن مشروع تسوية يتمخض عنه قبول جميع الاطراف القوية على الساحة لخارطة الشرق اوسط الجديد وقد تظهر هنالك اعمال شغب قريبا في مناطق اخرى من الوطن العربي مع الانتهاء من تنظيم الصراع في المناطق الملتهبة حاليا لأن تقدم المارد الصيني اصبح يشكل خطرا واضحا على السياسة الامريكية في المنطقة وان خيرات الخليج العربي النفطية باتت تخدم النظام الاشتراكي اكثر من النظام الرأسمالي ولم تعد في صلب اهتمام السياسة الامريكية وكما كان الوضع سابقا لذلك فان المصالح الامريكية تتطلب اعادة النظر بالخطط القديمة وتعديلها بما يخدم مصالحها ومصلحة اسرائيل تحديدا وسيتفاجئ بعض الحلفاء بهذا التغيير في السياسة وسنلمس مستقبلا تغيرا واضحا في السياسة الامريكية اتجاه بعض حلفائها في المنطقة خصوصا بعد استقرار الوضع في مصر وانشغال البيت الابيض بترتيب الوضع في ليبيا