وطني الكبير
وطني لا تخرج عن طورك، ولا تنزع جلدك، فهذه أحوال الدنيا والكبوة لن تطول، و سوف ينهض شعبك و يعود لك المجد، الا تذكر كم من الأوطان أضيف لك، و كم من الشعوب دارت في فلكك .؟ صحيح أنك الأن لست رائد الأمم بعد أن كنت محط الأنظار تملأ العين هيبتك، و تحسدك الدنيا على ما أعطاك الله من قيادة ، و ما حباك من أهل و جند.
وطني ما أسوأ حظك في هذا الجيل !! و ما أتعس نصيبك من هذا الزمان ف...فيه انقلبت الأمور رأسا على عقب، و فيه اختلط الحابل بالنابل واختلت الموازين فأصبحت كل دولة فيك لا تحمي نفسها ولا تحافظ على كيانها، و في كل يوم يزداد همك و تتضاعف عليك الشدائد والكروب . وطني امسك نفسك فأنت أولى بشعبك و أنت أحمل به ولا تخف على هويتك فستبقى هويتك ثابتة، رغم الحروب الدائرة في اليمن و سوريا و العراق و ليبيا و . و . و . . ؟ و ستبقى لغتك قائمة رغم أنف كل المحاولات، لا تيأس يا وطني، ولا تجعل الاحباط ينال منك فهذه الحروب والثورات جميعها مؤازره لفلسطين .
نعم يا وطني ان الاعتداء على أي قطر عربي يحرك الدم العربي في كل مكان ولا يستطيع العربي الا أن يثأر بسفك الدماء بغض النظر عن ( فصيلتها). وطني منذ خاب رجاؤك في شعبك وأنت في حالة اغماء فلا روح النشادر أنعشتك ولا تراويد الصبايا دبت بك الحياة !؟هل وجدت في هذا الاغماء متعة ؟ أم أسكرتك المدافع العربية؟! وأصبحت لا تريد أن ترى حدودك كيف تغيرت وأين يمكن أن تثبت (شواخصها).
لا يا وطني لقد ثبت أنك لا تعرف شعبك رغم العشرة الطويلة، فقد تطور الشعب بأكمله وأصبح قادرا و كفؤا للرئاسة، ألا تثق بأصحاب المشورة والرأي في الشرق والغرب وهم الذين يختارون ويعدون من يلهث وراء حمل الراية وقيادة المسيرة في كل بلد فيك من أسرتك الكبيرة. وطني(البقية بحياتك)اذا ما بقي شعبك على هذه الوتيرة سائر، و على هذا المنوال عازم ؟! .