آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

غرايبة يكتب: رفع الهمم ... لا الأيدي !

{title}
هوا الأردن - أدهم غرايبة

 يثير سخطك و يستفز حنقك أن الثرثرة الطويلة التي لا طائل منها أصلا حول ساعة ' الخليفة ' ركزت على سعرها الباهظ ' المفترض ' و لم تلتفت الى حقيقة أنها ساعة تسير الى الوراء ' بالمعنى المجازي ' !

وحدها صحيفة إنجليزية أوقفت تسجيل خطبة ' الخليفة ' لتدقق في ساعة يده لتقرر هذه الصحيفة أن ثمنها باهظ ما استدعى عاصفة من الإستهزاء و الاسئلة حول تواضع و ورع و تعفف الخليفة و حقيقة ثروته التي عبرت عنها ساعة يده !

من باب الدفاع عن المنطق - لا ' الخليفة ' - حتما لم الحظ شخصيا رأي على مواقع التواصل الاجتماعي يتبنى فرضية أن الساعة قد تكون مقلدة – مثلا - و أن ثمنها لا يزيد على بضع دراهم , دون إسقاط فرضية أن ساعته أصلية و ثمينة فعلا و تستوجب سؤاله ' من أين لك هذا ؟ ' مخافة ان تكون من بيت مال المسلمين !

أكثر من ذلك يستطيع قطاع عريض من الناس العاملين بوظائف مرموقه أن يشتري ساعات عديدة بأثمان أعلى من ساعة مولانا .

يعلم البعض أني أخر من يدافع عن جماعات الإسلام السياسي , فكيف يمكن لي أن أدافع عن جماعات الإرهاب السياسي بإسم الإسلام ؟! . لكن ذلك لا يدفعني حتما الى إجباري على الإختيار بين نموذجين , فإما الإرهاب و التطرف الطائفي و التغول على بيت مال المسلمين و إما القبول بالارهاب الاداري و السياسي الذي يضع في يده ساعات بمئات الاف الدولارت من حسابنا و من عوائد بيع فوسفات المسلمين فيما وضع سنوات اعمارنا بكل ' ساعاتها ' تحت اقدامه !

فجعتني شخصيا جحافل من الناشطين ممن أعلنوا إنحيازهم لتنظيم داعش و ترحيبهم و قبولهم لفكرة إمتداده لبلدنا على سبيل الإنتقام من تنظيمات الفساد التي تحظى اليوم بحملات تكريم بدلا من حملات التغريم التي يستحقونها جزاء بما إرتكبوه من ' عبث ' و تنكيل بمستقبل الدولة .

الى ما قبل شهور فقط تفشت في البلد فكرة وطنية – اجتماعية قائمة على الإيمان بالدولة الاردنية و ضرورة الدفاع عن هويتها و مصالحها الوطنية و في المقدمة منها المشاركة الشعبية في الحكم التي كفلها أصلا العقد الاجتماعي بين الأردنيين و الهاشميين الذين أصبحوا على أساسه حكاما للدولة , و حق مدن و قرى الأطراف بالتنمية التي تتناسب مع طبيعة كل منطقة و بسواعد ابنائها بما يضمن صيانة الإعتدال الديني و السياسي تفاديا لأي عدوى دموية قد تسببها هبَات ' الربيع العربي ' بحيث يقدم الأردن نموذجا إستثنائيا و يعفي نفسه من الدمار .

ترددات المطالب الإصلاحية التي طالب بها الحراك الوطني الأردني لم تتلقطها مجسات الحكم في الاردن الذي بات يعتمد كليا على فئات معزولة إجتماعيا – برغم حفلات الكولسترول و الولائم المفتعلة و المبرمجة مسبقا – ومعادية سياسيا لمصالح الشعب الاردني و النظام على حد سواء برغم القناع الذي تضعه . و خبو اصوات الحراك لا يشير الى تغير مطالبه و تراجعه عنها انما يشير الى مراجعاته لخياراته و طرق تعبيره عنها التي من الواضح – للاسف – تنزح نحو خيارات غير مطمئنة .

من المؤسف حقا أن نرى الذين جوعونا الخبز قد اتخموا من المناسف وفق ترتيبات خفية و ضمن نطاق مشبوه و في إطار سيناريو أبدعه ذات الكاتب و بحضور ذات الكومبارس . لكن هذا لا يستدعي أن تنحرف خياراتنا الى من يريد أن يطعمنا ما هو غير محمود !

الجمهور الذي أصيب بالإحباط نتيجة عدم الأخذ بمطالبة الوطنية المشروعة يؤذي نفسه أكثر حينما ينحدر في خياراته و يستلم لليأس . فداعش بالأساس نقيض للفكرة الوطنية – الإجتماعية التي طُرحت و معادية لأي نموذج وطني محترم نسعى له و الواجب الا نقبل بالرمد و الا نقبل بالعمى ايضا رغما عن انف المثل الشعبي المسوغ للإنهزامية , و بدلا من ندب الحظ و الشكونه على كل وطني يحترم نفسه و يحرص على بلده أن يعيد تقيم التجربة و ابتكار أساليب أخرى لا أن نرتد لخيارات اسوأ مما نعيشه سيما اننا كنا ' نستجدي 'الاصلاح بدلا من ان نفرضه ! 

أضعف الايمان أن يحتفظ كل شخص بقناعته الوطنية و يقاوم اي أفكار إنهزامية أخرى من باب أنك ' لست مهزوما ما دمت تقاوم ' .

تنظيم داعش – بغض النظر عن حقيقته و أهدافه – و تنظيم الفساد على حد سواء إختيارا و ليست قدرا حتميا , حقيقة تستدعي رفع الهمم لا رفع الايدي ! 

تابعوا هوا الأردن على