شتات الأمة وحاضنة غربية !!
شتات الأمة اليوم نتاج الغزو الثقافي الفكري وتسيس العقيدة الاسلامية التي لا شأن لها بالسياسة لأمر بسيط وهو أن السياسة خلقها الآدمي والدين خلق الله عز وجل فلا ترابط بين الاثنان الا بأخذ المشورة والحل والحكمة من العقيدة للاستحكام بمصاب الأمم .
ولكن اليوم بما أن الحاضنة الغربية لثورات العرب المُشرفة فرضت سطوتها وضمت العديد من الأتباع تحت جناحها فلابد أن نعاني من تدهور فكري ثقافي عقائدي وخصوصاً بغياب التوعية الحقيقية وانتشار الدسائس والفتن والاعلام المُضلل الذي يقودنا الى التهلكة ، فما بين متابعة ثلاثة ارباع الأمة لمباريات الحدث الأكبر " المونديال " التي تعتبر من أوائل الاستعمار الفكري والتشتت للعامة ، يغيبونهم عن الحقائق التي تظهر تباعاً أمامهم ، ولأنهم يعوَن تماماً كيفية التلاعب بعقول ومشاعر الجميع القوا قنبلة المونديال التي حركت جماهير الأمة باندفاعٍ من شأنه لو كان هجوم على معبرٍ أن يفتحه ويحرره .
ومن هنا لا أسف على أمةٍ استساغت طعم العولمة والانفتاح والانحلال وبعدت عن الدين الحقيقي بإرادة حُرة .
راق لي مقال لـ فرانك فرويدي يتحدث عن الحرب العالمية الثالثة أنها قادمة وبقوة ولكن على هيئة مُختلفة ومفاهيم استحضرتها الأحداث الجديدة ، واصفاً الأحداث المُستعرة وأنا أقتبس " نحن الآن في قلب نزاع يقال أصلا إنه "حرب على الإرهاب" ولكنّ تمت إعادة صياغته من قبل الحكومة الأمريكية إلى "الحرب الطولية" وفي الآونة الأخيرة إلى "عملية طوارئ ما وراء البحار."
نجحت الارادة الصهيونية في طرق الكؤوس محتفيا بإنجازاتها العظيمة ، وعندما ضخت سموم الفوضى الخلاقة تحت ذريعة الهدم البناء وهي تعلم بأن العرب الا من رحم ربي يفتقرون الى الثقافة الفكرية ويجهلون كيفية ادارة الأزمات وتحويلها إلى يقظات تحقق الغايات المنشودة من بدئها ، فلم تنال إلا فوضى أكبر من أن تحتويها .
اليوم غزة نتاج طبيعي لكل ما حصل على أرض الشرق الأوسط ، وعدم " الشجب والاستنكار " الذين يتساءلون عنه العامة بلهفة أو ربما من باب أنه أضعف الإيمان ، لم يعد من حق أي كان.
كل دولة لها مُصابها من ما جنت أيديهم ، والهدف الكبير والأساسي ومن بروتوكولاتهم المستقبلية الهاء العرب ببعضهم لتتسنى لهم الفرصة الذهبية بحكم العالم بعصاة واحدة . فهم لا ينكلون ولا يهتكون ولا يجرمون أو على الأقل هذا ما نراه على شاشات الاعلام المضلل ، لا نرى الا صواريخ مُحتل وقاذفات شرعتها الحروب منذ بدء الخليقة . أما في الجهة الأخرى العرب يستبيحون كل أنواع التعذيب ويتباهون أمام الجميع بعرض لقطاتهم اليوتيوبية صارخين " الله أكبر " تحت راية الاسلام وهو براء منهم ومن أفعالهم .
هذا ما خطط له الكيان الصهيوني الغاصب ، وهذه هي تبعات الرُخص العربي المزرى ، وأهلنا في غزة صامدون دون شجبهم ولا استنكارهم ولا امداداتهم ، فلم تكن يوماً الا قضية شعب واحد يحارب بيده ويستشهد لأجل بلده , وما ستخطه العناوين الجديدة كما حلل فرويدي سيكون تكملة للحرب العالمية الثانية التي لم تنتهي على حد اعلان انتهائها .
ويقول وأنا أقتبس " اليوم لا يمكن مشاهدة سوى فئة قليلة من المفكرين الذين يرفعون العلم. وبدلا من العلم، فإن جماعات متنافسة تقدّم هويتها وبدلا من الاحتفال بأسلوب حياتها، فإنها تفرض "نمط حياتها."
كل شيء في هذه الأمة قد تم تسيسه دون أن يعي المثقف أو المفكر أو المواطن البسيط بأننا نقاد كما البهائم إلى الحريق الأكبر .
وقضيتنا لم تكن لنا ولهم الا " فلسطين " لكم الله يا أهل غزة .
والله المستعان