مأساة البلديات
مجددا عادت قضية البلديات في المملكة ومن ضمنها أمانة عمان الكبرى إلى واجهة الأحداث وخاصة مايتعلق بالتقصير الواضح في تقديم الخدمة التنموية المثلى للمواطنين .
لقد استبشرنا خيرا عندما تم اختيار الرؤساء والأعضاء في البلديات وأعضاء أمانة عمان الكبرى بالانتخاب المباشر من خلال صناديق الاقتراع عل ديمقراطية الصناديق تحل الكثير من القضايا العالقة أمام تقديم الخدمة الفضلى للناس .
فالبيانات الانتخابية للرؤساء والأعضاء في وقتها كانت عبارة عن خطابات نارية ورنانة ومليئة بالوعود حول مدن أردنية أفضل خالية من أكوام الحاويات التي تزكم الأنوف وانتشار القطط والجرذان والكلاب الضالة ولعل بلدية محافظة مادبا وبلديات لواء ذيبان نموذج وشاهد حي على هذه المأساة .
ففي بادئ الأمر تغلب الرؤساء والأعضاء على رغباتهم الشخصية في ركوب السيارات التي تحمل اللوحة الحمراء والمكاتب العاجية ومياومات جلسات الأعضاء وانطلقوا إلى إلى الميدان لإرضاء قواعدهم الشعبية ولكن للأسف سرعان ما تبخرت هذه السلوكيات ليتضح لنا في النهاية وجود رؤساء لا يختلفون عن الرؤساء الذين كان يتم تعيينهم من قبل الحكومة بل على العكس كان للرؤساء المعينين بعض البصمات كونهم موظفي قطاع عام وخاضعين للرقابة الحكومية.
وقد يتساءل البعض حول موازنات البلديات المتآكلة وان معظمها مدانة وهذا صحيح ولكن قضية النظافة لا شأن لها بذلك على اعتبار أن الآليات وعمال الوطن في بطالة مقنعة.
القضية في النهاية لا تتعلق بالتعيين أو الانتخاب بقدر ماهي قضية تتعلق بالتنشئة والتربية والإخلاص في تقديم ما أمكن للمواطنين ..... فهل نشهد أردن أنظف العام المقبل .