لعنة الله على السياسة
لقد احترت في توجيه اللعنه للسياسة أو للساسه أو للإثنين معاً، وخلُصت إلى أننا لايمكننا وبأي حال من الأحوال أن نوجّه اللعنه للساسة بشكل عام، فمنهم الشرفاء و الوطنيون والمخلصون والذين يعملون من أجل الحفاظ والنهوض بمجتمعاتهم. لذلك أرى أن تقتصر اللعنه على تلك السياسة والتي لاتراعي حقوق الوطن والشعب والقومية إن وجدت. وقد كشفت أزمة غزة عن نوع جديد من السياسة العربية حول القضايا القومية وتحديداً القضية الفلسطينية، ففي السابق كان العرب وبالإجماع شعوباً وحكومات يُجمعون على إدانة أي عدوان إسرائيلي على أي بؤرة عربية، أما الآن فالوضع بات مختلفاً تماماً فهنالك انقسام عربي واضح حول مايجري في غزة حكومات وشعوب، فهنالك حكومات عربية تنتقد سياسة حماس بشكل واضح، وتُكيل لها التهم، وابتعدت عن النظر للمشكلة الرئيسية وعن المسبب الرئيسي و هو المحتل المُحاصِر، والذي يترنم على عدم الوفاء بالتزاماته حيال القرارات الدولية واتفاقيات السلام، وكانت آخر جريمة اقترفت لديه هي إحراق طفل حي بأسلوب نازي لا إنساني. المهم في الموضوع أن الشعب الأعزل في غزة هو الوحيد الذي يتحمّل سلبيات ذلك الإنقسام والوهن العربي، فهنالك العديد ممن يختلفون مع حماس ولكنهم مضطرون قومياً للوقوف لجانبها من أجل القومية و من أجل أولئك الأطفال والأمهات والشيوخ العُزّل الذين يتعرضون للقصف والتدمير. تباً لتلك السياسات التي لاتراعي المصالح العربية والمصالح القومية، ويبدو أن بعض العرب اقتبس من أقوال سيدنا علي " إن أفضل أصدقاؤك هو عدو عدوك"، و من منطلق عدائهم لحماس باتت إسرائيل تشكل صديقاً حميماً لهم، بيد أن سيدنا علي لم يكن يقصد ذلك، ولو علم أن مقولته الشهيرة ستُفهم وتُطبّق على هذا النحو لما تحدّث بها. سائلاّ العلي القدير أن يحمي الأمة العربية ويلهمها الدفاع عن قضاياها و حقوق شعوبها، إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين