الإفطار في " عز الظهر "
خلال شهر رمضان الكريم تكثر البرامج التلفزيونية التي تتناول موضوع الطعام والوجبات الشعبية في الكثير من القنوات الفضائية العربية ، وتحرص بعض تلك القنوات على مشاركة الناس بهذه البرامج عن طريق إنتقال كاميراتها وفنييها ومقدمي البرامج لبيوت الجمهور لإبراز الواقعية في الحدث وإعطاءه الصفة التفاعلية لدى الجمهور .
وبخروج الكاميرا من الاستوديو إلى الميدان تحقق تلك البرامج مزيدا من المشاهدين بإستنادها على نشر الخبر عن مشاركة الناس بإحدى حلقات البرنامج بين الأصدقاء أو سكان القرية أو المنطقة التي يعيش فيها من دخلت تلك الكاميرات لبيوتهم ، وهي بذلك تحقق نسبة مشاهدة جيدة قبل بدء بث البرنامج في الشهر الفضيل .
وكي تحقق تلك الفضائيات درجة تفاعلية عالية ونسبة مشاهدة عالية لابد لها وأن تحقق شرطا رئيسيا في تغطيتها للحدث الإفطاري الرمضاني ، وهو النقل المباشر لتناول وجبة الإفطار في بيوت الناس وإمكانية نقله مباشرة عبر شاشتها ومن خلال تقينات فنية متوفرة وبتكلفة منخفظة جدا إذ ما قورنت بتكاليف النقل المباشر قبل سنوات قليلية مضت .
وفي نفس الوقت إذا ما قامت تلك الفضائيات بنقل تلك التقارير الميدانية عن طريق البث المباشرة فانها تكون قد حققت شرطا أخر ومهم في علاقتها مع الجمهور ، وهو إحترامها لعقله وأنها لاتقوم بخداعه أو الضحك وتقوم بالتلاعب بالزمن كما تيرد هي وليس كما يقول واقع الحدث الذي تغطيه تلفزيونيا .
وكل تلك القواعد الإعلامية الأساسية في التغطية الإعلامية الناجحة فشلت قناة ' رؤيا ' في تحقيقها من خلال عرضها لفقرة ' وجبة الإفطار ' في برنامجها الذي يبث وقت الإفطار ، فهي إعتمدت على تقارير تم اعدادها مسبقا وسجلت وتم بعد ذلك بثها عبر شاشة القناة التي تميز بثها بشعار ' مباشر ' على يمين الشاشة العلوي ، والذي يتابع أول حلقة من البرنامج سوف يشاهد الشمس وهي ساطعة من نوافذ المنزل الذي يتم التصوير فيه ، مما يؤكد على حقيقة هنا أن قناة ' رؤيا ' قد قامت بمخالفة أول قواعد العمل التلفزوين الواقعي وقدمت وجبة الإفطار للمشاهدين في ' عز ' الظهر ؟ .