مزبلة اربد الكبرى
هوا الأردن - سليمان أبو شلذم
كما أن هناك بلدية إربد الكبرى ومدينة إربد الكبرى وإذاعة إربد الكبرى فهناك أيضا مزبلة إربد الكبرى . وفي الوقت الذي تعرف فيه حدود بلدية اربد الكبرى وعدد سكان مدينة اربد الكبرى وحدود بث إذاعة إربد الكبرى إلا أن حجم ومساحة مزبلة اربد الكبرى لا حدود لها.
مزبلة اربد الكبرى تجدها أمام كل بيت وعلى زاوية كل شارع وفي كل قطعة أرض خالية بين البيوت . أكوام من النفايات تملأ الشوارع والفضاء. مزبلة إربد الكبرى تتكون من مخلفات البشر السائلة والصلبة والغازية تتكوم ...بأشكال وأحجام مختلفة لتصدم العيون وتزكم الأنوف وتوقف العقول عن التفكير. مزبلة إربد الكبرى تراها كل المخلوقات من بشر وحيوان وجماد إلا مجلس وموظفو بلدية إربد الكبرى فبينهم وبينها حجاب.
العجيب أن أعضاء وموظفي بلدية إربد الكبرى يتجولون في شوارع المدينة بسيارات البلدية للبحث عن ماذا إذا كانوا لا يرون هذا الكم الهائل من النفايات. ربما بحثا عن عمال الوطن الذين اختفوا من الشوارع لأن ميزانية البلدية لا تسمح بزيادة أعدادهم بينما تسمح بوجود تضخم وظيفي مريع داخل مكاتب البلدية لدرجة التكدس. وبرواتب عالية طبعا.
شوارع البلدية متهرئة إلى حد الصدمة والاطاريف متكسرة ويتم التعدي عليها يوميا من قبل المارة والسيارات والباعة دون أن تحرك البلدية ساكنا طبعا لأن عضوية البلدية أصبحت مناصب فخرية وليست خدمية ومن اجل غاية في نفس يعقوب لا يعلمها إلا خالق يعقوب وباقي أعضاء الجوقة البلدية طبعا.
إربد هي كل الشمال ونصف سكان الوطن ولا يجب أن ننتظر من غير أهلها أن ينهضوا بها ولكن النهوض بها يحتاج إلى غيرة وحمية من القائمين على شؤونها وليس إلى فزعات وشعارات انتخابية وسحائب صيف عابرة تجري بها الريح إلى بلاد واق الواق بعد الانتخابات.
أخيرا المواطن المنتمي لا يلقي نفاياته حيث لا يجب أن تكون كما يجب تغليظ العقوبة على المخالفين لشروط النظافة فإن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن.