آخر الأخبار
ticker خارجية بلجيكا: مصداقية الاتحاد الأوروبي في "طور الانهيار" ticker إيران: احتمال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل "وارد بقوة" ticker الملكة رانيا: غزة تفرض علينا رؤية الأمور بوضوح أخلاقي ticker ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب ticker الأونروا: الاحتلال يواصل منع دخول شاحنات المساعدات إلى غزة ticker الوحدات ينتزع فوزاً صعباً من الرمثا في بطولة الدرع ticker التربية تعلن أسس مشروع تمليك الأراضي للمعلمين وموعد التقديم ticker الأردن: تهجير الفلسطينيين جريمة حرب وسنواجهه بكل إمكانياتنا ticker مروحيتان أردنيتان تنقلان الرئيس الفلسطيني إلى عمّان تمهيدًا لزيارة لندن ticker %93 نسبة إشغال فنادق الـ 5 نجوم في العقبة خلال نهاية الأسبوع ticker قصف إسرائيلي مكثف على غزة .. وعمليات نزوح واسعة بالقطاع ticker مجلس الأعمال السعودي الأردني: انطلاقة جديدة نحو شراكة اقتصادية استراتيجية ticker فنلندا تعلن الانضمام إلى إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين ticker وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي: الآن تُفتح بوابات الجحيم في غزة ticker النشامى يفرض التعادل على المنتخب الروسي بين أرضه وجماهيره ticker الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بذكرى المولد النبوي الشريف ticker مصدر مطلع: اجتياز 8 جنود إسرائيليين بالخطأ للحدود الأردنية ticker الأردن: نكرس كل إمكاناتنا للحفاظ على المقدسات في القدس ticker التعليم العالي: امتحان المفاضلة يحقق العدالة بين طلبة الثانوية العربية ticker أمانة عمان تستحدث رؤوس إشارات ضوئية خاصة بالباص سريع التردد

أطفال غزة: معركة العواطف والمصالح

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

حتى صباح يوم أمس الجمعة، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة من الأطفال 54 شهيدا ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة؛ معظمهم تقل أعمارهم عن 10 سنوات، بل وبينهم نحو 17 شهيدا تقل أعمارهم عن 6 سنوات. أي في المجمل، فإن أكثر من خُمس ضحايا هذه الحرب، حتى الآن، هم من الأطفال، لكل واحد منهم قصة تُخجل ضمير العالم، قد تتجاوز قصص أطفال شاطئ غزة: زكريا بكر (10 أعوام)، ورفاقه عاهد (10 أعوام) وإسماعيل (9 أعوام) ومحمد (9 أعوام)، الذين انتشرت أشلاؤهم على رمال الشاطئ في الأيام الأولى من العدوان، بعدما باغتتهم طائرة مقاتلة إسرائيلية استفزها مشهد براءة هؤلاء الاطفال وسط هذه الحرب غير العادلة.
مشهد مجزرة أطفال عائلة بكر الذي نقلته وكالات أنباء وصحفيون مستقلون، بما لا يدع مجالا أمام الدعاية الإسرائيلية لتبرير قتل الأطفال كما اعتادت، هذا المشهد لم يحرك أي ساكن في جسد العالم؛ لم يستدع عقد جلسة لمجلس الأمن، كما لم نسمع بيانا غاضبا من مفوضية حقوق الإنسان الأممية، ولا حتى استنكارا من الأمين العام للأمم المتحدة. 
بكل الأحوال، ماذا عن أكثر من خمسين طفلا آخر قضوا في هذه الحرب، ولم تروَ قصصهم للعالم؟
يشكل أطفال غزة نحو 60 % من سكان القطاع. وهم بذلك الضحية الأولى لأي عدوان عشوائي لا يميز بين الحجر والشجر والبشر. هؤلاء الضحايا هم الرد الأصدق على عبثية الدعاية الإسرائيلية التي تستحوذ على وسائل إعلام عالمية عديدة، وعلى عواطف كثيرين في العالم، حينما باعتهم صورة بريئة للمقاتلات الإسرائيلية تسبقها إنذرات توجه إلى الفلسطينيين قبل قصف بيوتهم.
على مدى سنوات طويلة من الحروب والهجمات الإسرائيلية والحصار الإسرائيلي والإقليمي، والاقتتال الداخلي أحيانا، تحوّل قطاع غزة بالفعل إلى أسوأ مكان للحياة في العالم، فيما وصلت مؤشرات نوعية الحياة إلى أسوأ أحوالها جراء الفقر والبطالة ونقص الغذاء والدواء وانتشار الجوع والعطش والمرض وتدمير البيوت ومصادر الرزق المحدودة. ولا تقل الآثار السلبية والمدمرة للعدوان المستمر عن آثار الحصار. وأول من دفع ثمن هذا الواقع في مجتمع يعد الأعلى خصوبة في العالم، وفي بيئة تعد الأكثر كثافة وتعاني من ازدحام لا يطاق، هم الأطفال. إذ أظهرت سلسلة دراسات أجرتها جامعات فلسطينية أن نحو 30 % من أطفال قطاع غزة يعانون من أمراض نفسية، أهمها الخوف الشديد والاضطرابات النفسية المعقدة. وهناك نحو 35 % من أطفال غزة تعرضوا لصدمة نفسية شديدة جراء العدوان والهجمات الإسرائيلية المتواصلة على مناطقهم.
أفضل رد على الدعاية الإسرائيلية نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت آخر وتحت أزيز الطائرات الإسرائيلية، هو إحراج الأمم المتحدة بتوثيق حالة الأطفال الفلسطينيين في غزة، وما أصابهم نتيجة العدوان. وكذلك عمل توثيقي كبير لما أصاب غزة نتيجة الحصار خلال السنوات الماضية، حتى باتت بالفعل أسوأ مكان للحياة في العالم. 
كل يوم تقدم لنا الدعاية الإسرائيلية دروسا لا نتعلم منها للأسف؛ أقدمها وآخرها أن المصالح والعواطف مختلطة في هذا العالم، ولطالما كانت الأولى هي الطريق إلى الثانية.

تابعوا هوا الأردن على