عنجهية المجرم
لا يخجل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو من سرد أكاذيب حول العدوان الإسرائيلي على غزة، فهو يعرف أن هناك من سيصدقه، لأن بعض الدول تنتصر لإسرائيل في كل الأحوال والأزمان، ومهما كانت الحقيقة جلية وواضحة.
نتنياهو، يؤكد ان عدوانه على الشعب الفلسطيني في غزة، لا يستهدف المدنيين، وإنما مقاتلي المقاومة، وأن من سقط من المدنيين كان خطأ، هو يعتذر عنه، في حين تثبت الحقائق والأرقام والإحصاءات والشواهد، أن أكثر من تضرر من هذه الحرب المجرمة هم المدنيون، وخصوصا الأطفال، حيث ترتكب يوميا مجازر متعمدة بحق هؤلاء الأطفال الأبرياء، بالإضافة إلى مئات الجرحى منهم والأضرار الكبيرة التي لحقت بهم جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل والذي أضيفت اليه أول من أمس العمليات البرية لقوات الاحتلال والتي ستؤدي إلى مزيد من الدمار والجرائم والقتل.
الشواهد كثيرة على الإجرام الإسرائيلي، ولكن قد تكون لبعض المنظمات الدولية مصداقية لدى الرأي العام الغربي، مع أن الصور وأشرطة الفيديو وأعداد الشهداء وأعمارهم أكبر دليل على الإجرام الإسرائيلي بحق المدنيين. فعلى سبيل المثال، تقول المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، إن إسرائيل استعملت عند بدء عدوانها البري على غزة مساء أول من أمس، الغاز الأبيض الذي أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين المدنيين خنقاً.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فان القوات الإسرائيلية مع استمرار هجومها تصرّ على استهداف المنشآت المدنية بشكل متعمد، فهي مستمرة في سياسة هدم المنازل وقصفها على رؤوس ساكنيها من دون سابق إنذار، والاستهداف المتعمد للمدنيين من النساء والأطفال.
ووفق إحصاءات العديد من الهيئات ووكالات الأنباء، فإن عدد الأطفال الذين استشهدوا حتى الآن زاد على 60 شهيدا، بالإضافة إلى مئات الأطفال الجرحى.
طبعا، تسعى قوات الاحتلال إلى تبرير عدوانها، بالقول إنها تستهدف صواريخ المقاومة التي تصل السكان المدنيين، وترعبهم. ولكن هذه الصواريخ مهما بلغت أعدادها، هي صورايخ بسيطة تم الحصول عليها في ظروف غاية بالصعوبة، ولم تقتل إسرائيليين، وإنما أصابت عددا منهم بجروح طفيفة، في حين أرعبت الآلاف منهم، ولكن القصف الإسرائيلي من الجو والبحر والبر أدى إلى استشهاد 265 فلسطينيا حتى ظهر يوم أمس، بالإضافة إلى إصابة أكثر من ألفين، وتشريد الآلاف.
مهما حاول نتنياهو أن يخفي الحقائق، فإنه لا يستطيع تحقيق ذلك. ومع ذلك، للأسف، هناك في العالم، ومنهم عرب، من يبرر له قتل وإبادة المدنيين الفلسطينيين، للتخلص منهم ومن قضيتهم، وكأن العالم سيكون أفضل لو أبيد الفلسطينيون. القتل سيستمر، ولكن المقاومة، ومهما كانت أشكالها بسيطة، ستستمر وستنتصر.