رمضان وشياطين الإنس
زي ما حكينا قبل هالمرة رمضان يا رمضان شهر تصفّد فيه الشياطين .. بس "شياطين الإنس " غلبو الجن في عددهم .. لدرجة أن شياطين الجن بياخذو دروس خصوصي عند شياطين الإنس ! وبما انه احنا في العشر الأواخر يعني صار عنا خبرة منيحة في رمضان بال21 يوم اللي مرقو .. فأكيد بنعرف انه تحول رمضان من شهر " الخير والبركات " إلى شهر " الاستثمار والإستغلال " !! فبنشوف شركات الإنتاج قاتلة حالها على القنوات صاحبة أعلى المشاهدات لتعرض مسلسلاتها وبرامجها، وتتفنن هاي القنوات باستثمار الفرصة اللي ما بتيجي إلاّ مرة في السنة، باحتكار بعض المسلسلات ، وجعلها حصرية بس الها، زي باب الحارة على MBC !!! وما بننسى نصيب شركات الإعلانات من هاي الصفقة الرابحة، فإذا ما في قناة ، يعني أنه لا يوجد مسلسل ولا برنامج، وإن اختفت البرامج والمسلسلات، فكيف رح نشوف إعلان لـ " الشعر " وهو يُزال عن قدم إحدا الحسناوات ؟! وكيف رح نشوف مفعول " الفوط الصحية "، والمميزة بالأجنحة ؟! فإعلامنا صار يبدأ من " مزيل الشعر " وينتهي بـ " الفوط الصحية " !!! واذا رجعنا لشهر الاستثمار ، بنلاقيه تدنّس بما تعرضه " الشاشة الصغيرة " .. فبرامجنا " الرمضانية " وصلت " قمة الانحطاط " .. من فوازير " حليمة " وانتهاءً بفوازير " ميريام " ! بتكون الساعة الثالثة فجراً ، والمساجد تستعد لإستقبال " مقيمي الليل " ، نرى " حليمة " تطل علينا بتنورة قصيرة ووجها علبة الألوان ودلعها " الصناعي " لتحكيلنا : " أسعد الله مسائكم ، وتقبل صيامكم وقيامكم ! " أما " ميريام " ، فـ " قفاها " سيتكفل بإلقاء التحية ! وما بننسى مسلسلاتنا العربية ، خصوصاً اللي بتعالج " قضايا المجتمع " ، تحتها مئة خط باللون الفوشي عشان تبين ! فقضايا المجمتع من وجهة نظر " بعض المسلسلات " محصورة في " باب الحارة " و " صاحب السعادة " ، خصوصاً أن " الليلة الحمرا " و " زيارة البنت لبيت صديقها "، قضايا تعود عليها المجتمع من وجهة نظر تلك المسلسلات ! لهيك، صار طرح هذا الموضوع في المسلسل أمر أقل من عادي !!!! ومع هيك ، بشوف المخرجون إنهم فعلاً بعالجو قضايا المجتمع، يمكن العلاج من وجهة نظرهم هو التعرّي والانسلاخ عن القيم والدعوة إلى التحرر من عبودية الدين !! صحيح أن الضوء يُسلّط على بعض القضايا المهمة ، كـ " تشرد الأطفال " و " التسول " و " الفقر " ، بس في مبالغة مقززة ومشمئزة للنفس بشكل لا يُطاق ، فعند تصوير مشهد لـ " عروسين " ، بنشوف الإخراج بيكون للتفاصيل الدقيقة والمحرجة، فبنشوف لقطة محرجة للعريس وهو يُعرّي عروسته ، والعروس وهي تتدلع وتتغنج مع عريسها ! ما عاد فرق بين المسلسل العربي والفيلم الأجنبي !! هاد غير اللباس اللي بطلت أميّز صاحبته اذا كان جوّ المسلسل صيف أو شتاء، وكأنه الممثلة عبارة عن " جماد " لا يحس ، بس جاية تتشلح في شاشتنا الصغيرة ، وعشان ما نوجّه نظرتنا نحو الجزء الفارغ من الكأس، بنشوف أن القنوات الدينية تتفنن في تقديم أروع البرامج وبأساليب مميزة ومواضيع مشوقة مثل " خواطر " وغيرو ، بس القنوات الفاضلة تضيع تماماً بين " عجقة " القنوات الثانية ، وكل هاد يبقى محصوراً في إطار " رمضان " . لذلك ، هنيئاً لشياطين الجن على ما يقوم به " نوّابهم " من شياطين الإنس في أطهر أيام السنة !