نصف ساعة من الضحك على الشعب
في لقاء تلفزيوني مساء يوم الجمعة مع وزير التربية والتعليم دام لأكثر من نصف ساعة من الحوار بين الوزير ومقديم البرنامج كانت النتيجة كمن يخض الماء كي يخرج الزبدة ، الوزير يبتسم في كل مرة يتم فيها توجيه سؤال مباشره له عن موعد نتائج التوجيهي وكأنه يقول لمقدمي البرنامج وللأردنيين الذين إضطروا ' مجبرين ' على ترك مشاهد الموت في غزة ومسلسلات رمضان أن يتابعوا الوزير وهو يلعب الكلمات ويبتسم كما يفعل دولة النسور في جميع لقاءاته الصحيفة والتلفزيون بالذات؛ الليلة هي ليلة النسور فقط ؟ .
نصف ساعة من البث التلفزيوني للوزير وهو ' محشور ' بين طاولة زجاجية وظهر المقعد وأزرار بدلته الذي أغلقت للرقبة ، والنتيجة لاشيء لأن معاليه إبتسم أكثر مما تحدث وقدم مقاييس عالمية لوقت الامتحان وطبيعة الاسئلة والطريقة التي تتم بها وضع أسئلة التوجيهي ، وجميعها مقاييس تم الاعتماد بها على مدرس للمادة يدرسها منذ عشرات السنين وقدم تقمص دور الطالب في الإجابة وإحتساب وقتها .
وخلاصة النصف ساعة تلك لايمكن الخروج سوى بنتيجة واخدة فقط وهي أن حكومة النسور ممثلة بوزير التربية والتعليم رغبت في إعادة الهيبة لنفسها بعد غياب سياسي طويل عن المشهد الأردني خلال العشرين يوما التي إنقضت من شهر رمضان ، وهذه العودة السياسية والتي يرافقها عودة لهيبة الدولة وقعت في فخ التأزيم الشعبي ضد الحكومة فيما يتعلق بإمتحان التوجيهي ، وفي فخ الشهر الفضيل وأحداث غزة وإقتراب موعد عيد الفطر الذي طرح لأجله الكثير من الأردنيين سؤال واحد هل تتركنا الحكومة ' نعيد ' دون أحزان أم تعز علينا الفرحة بالعيد كي تعيد لنفسها الرونق السياسي والقليل من هيبتها فقدتها .