الغاء مادة الحاسوب لطلبة التوجيهي
هوا الأردن - ميسون احمد المجالي
منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم في الأردن، حرص جلالته حرصا شديدا على الارتقاء بمستوى الاردن تكنولوجياً ومعلوماتياً، وذلك لوعيه بأهمية هذا التطور وما له من أثر على نمو الفرد الأردني مستقبلا. وتنفيذا لرؤية جلالته، تم ادخال منهج الحاسوب الى كافة المراحل التعليمية، وتم تزويد جميع المدارس في كافة أنحاء المملكة بأحدث الحواسيب والأجهزة الالكترونية تحقيقا لهذا الهدف السامي. ولكن تفاجأ كل من هو معنيّ بأن وزارة التربية والتعليم بصدد اتخاذ قراراً بإلغاء مادة الحاسوب لمرحلة التعليم الثانوي كمادة أساسية وجعله مادةً ليست ذات أهمية تذكر، غير ملتفتةً لما لهذا القرار من تبعات وسلبيات على نواحٍ عدة.
ان قرار الغاء مادة الحاسوب من المرحلة الثانوية له عواقب وخيمة على الطلبة أنفسهم. فهذا القرار يؤدي بهم الى التهاون مع هذه المادة وعدم أخذها مأخذ الجدية وعدم تعاملهم مع دراستها كمادة أساسية ذات نفع لهم. وهذا الأمر من شأنه أن يعمل على انخفاض مستوى المعرفة الحاسوبية لديهم، وهو ما سيُّصعِّب عليهم التعامل معها في مرحلة الدراسة الجامعية. فطلبة الجامعات بكافة تخصصاتهم بحاجة الى التعامل مع الحاسوب والبرامج الحاسوبية لمساعدتهم في تطوير مهاراتهم الدراسية وتحصيلهم العلمي. والغاء ماده كهذه ستحول بينهم و بين تحقيق أهداف كهذه. فكيف يمكن لوزارة التربية والتعليم اتخاذ قرار من شأنه عرقلة سير المرحلة الجامعية للطلبة؟!
ولأهمية مبحث الحاسوب، فقد أصبحت الجامعات تستحدث كليات يُدرَّس فيها مبحث الحاسوب يطلق عليها كليات تكنولوجيا المعلومات، وليس أقسامأ فقط، يرتادها ما يقارب 2500 طالب وطالبة في كل جامعة، أي ما يقارب ال 62500 طالب وطالبة في كافة جامعات الأردن الحكومية والخاصة منها. ويتوجه معظم الخريجين من كليات تكنولوجيا المعلومات الى قطاع التربية والتعليم والقسم الآخر الى الشركات والمؤسسات. ونتيجة لهذا القرار الذي توشك الوزارة على اتخاذه، فان نسبة البطالة في الأردن ستزداد وترتفع بشكل كبير لعدم توافر فرص العمل لحملة شهادة الحاسوب في كافة مجالاته. فكيف يمكن لحملة هذه الشهادة أن يحصلوا على وظيفة لمبحث لا يعتبر أساسيا او ذو أهمية تذكر! وينبغي على معالي الوزير الأخذ بعين الاعتبار بأن عدد معلمي الحاسوب في الاردن وصل الى 8000 معلم تقريبا، فكيف يمكن للوزارة الاستغناء عن نسبة من هذا العدد الهائل من الايدي العاملة، حيث لا يمكن لمعلمي الحاسوب تدريس مواداً أخرى غير الحاسوب. كيف يمكن اعادة توزيع هذا العدد في المملكة.
كما أن هذا القرار من شأنه ان يؤدي الى خلل في البنية التحتية للمدارس و اهدار عدد هائل من الموارد التكنولوجية. فإلغاء مادة الحاسوب كمادة أساسية سيؤدي الى قلة استخدام الحواسيب في العملية التعليمية وهذا من شأنه ان يؤدي الى اتلاف هذه البنية التحتية كاملة مما يؤدي الى تكبد الوزارة خسائر مادية ومعلوماتية كبيرة.
وفي ختام حديثنا، نناشد كل من هو معنيّ بهذا القرار إعادة النظر والتفكير المطول. والنظر الى حال المعلمين وما يترتب عليهم من أضرار مادية ومعنوية بسبب هذا القرار. ونناشد معاليكم الأخذ برؤية جلالته في التطور العلمي والتكنولوجي بعين الاعتبار عند تنفيذ قرار كهذا، وما يترتب عليه من عواقب وخيمة على الأردن ومستقبله واقتصاده.