آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

عامل وطن

{title}
هوا الأردن - سليمان أبو شلذم
عامل الوطن الذي سأتكلم عنه ليس أردنيا ولا يحمل رقما وطنيا وليس له أي انتماء عشائري أو سياسي أو عقائدي. هو مجرد عامل بسيط من الشقيقة مصر. 
 
   قدم إلى الأردن في عام 1986وعمره ثمانية عشرة وتصادف أن بلدية اربد في تلك الأيام احتاجت لتوظيف بعض العمال كعمال وطن فكان عبد الله ( وهذا اسمه)  احد المتقدمين لتلك الوظيفة وأوكلت لعبد الله مهمة الاهتمام بتنظيف جزء من الحي الشمالي في اربد وهو واحد من أكثر الأحياء اكتظاظا بالسكان في اربد والمملكة عامة. 
 
ومنذ ذلك اليوم لم يتغيب عبد الله عن عمله ابدأ إلا في حالات الإجازة السنوية التي يذهب فيها إلى بلده لرؤية أهلة. عبد الله لم يكن متزوجا واليوم أصبح له عائلة لم يترك عملة ولم يغادر إلى أي  حي آخر رغم أن عدد سكان الحي قد تضاعف مرات ومرات إلا أن عبد الله ما زال يعمل بنفس الإخلاص والجد فقد أصبح بينه وبين أهل الحي صداقة غريبة فالكل في الحي يعرف عبد الله والكل يحترمه بل هم يحترمونه أكثر مما يحترمون بعضهم البعض. ويعرفونه أكثر من رئيس بلدية اربد .
 
 عبد الله لم يترقى أو يحصل على منصب أثناء عمله ولم يطالب من حقوقه بغير الراتب الذي يحصل عليه. لم يتذمر ولم يشكو ولم يعتصم أو يخرج في مسيرة مطالبا بزيادة في الراتب أو ترقية في المنصب أو حتى تغيير عربته القديمة . 
 
عبد الله لا زال يستريح في ظل البنايات وعلى رصيف الشوارع ويقبل القليل من الأعطيات من أهل الحي في الأعياد والمناسبات ولكنه أيضا ما يزال مخلصا في عمله كما كان دوما.
 
 تغير رؤساء البلديات والمسئولون عن عبد الله عشرات المرات منذ 1986 ولكن عبد الله لم يتغير . لقد أولوه ثقة يستحقها بل ربما أنهم يحسدونه عليها. فهو لا يزال صابرا ولا يزال يعمل بنفس الجد والإخلاص . بعض المسئولون في بلدية اربد ممن يصدرون لعبد الله الأوامر كان طفلا يوم تم توظيف عبد الله في عمله. عبد الله له الفضل علينا جميعا ولكن أبدا لم يشعرنا بفضلة.هو دائم الابتسامة والصبر.
 
 واليوم وفي مشهد غريب رأيت احد المواطنين الكرام يصرخ على عبد الله ويلومه على تكدس النفايات أمام بيته. ليس عبد الله من يجب أن يلام على تكدس النفايات بل نحن ورئيس البلدية ووزير البلديات ورئيس الوزراء الذين جعلوا همهم مناصبهم ونسو صحتنا ونسو أو تناسوا مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه الوطن. كل ما يذكرونه هو التفكير في كيفية سن القوانين وتحصيل الضرائب .
 
ليس لنا الحق في الصراخ على عبد الله أو أي من عمال الوطن بل يجب أن نمجد أمثال هذا العامل ونجعل لهم تماثيل في مياديننا.يجب أن نصرخ ونحتج على عشرات الموظفين الذين تتكدس بهم قاعات البلديات ولا عمل لكثير منهم إلا التدخين والتذمر والتفنن في اخذ الإجازات المرضية وغير المرضية . 
 
عذرا عبد الله وكل عمال الوطن فنحن نحتاج إلى تنظيف نفوسنا.
تابعوا هوا الأردن على