آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

عامل وطن

{title}
هوا الأردن - سليمان أبو شلذم
عامل الوطن الذي سأتكلم عنه ليس أردنيا ولا يحمل رقما وطنيا وليس له أي انتماء عشائري أو سياسي أو عقائدي. هو مجرد عامل بسيط من الشقيقة مصر. 
 
   قدم إلى الأردن في عام 1986وعمره ثمانية عشرة وتصادف أن بلدية اربد في تلك الأيام احتاجت لتوظيف بعض العمال كعمال وطن فكان عبد الله ( وهذا اسمه)  احد المتقدمين لتلك الوظيفة وأوكلت لعبد الله مهمة الاهتمام بتنظيف جزء من الحي الشمالي في اربد وهو واحد من أكثر الأحياء اكتظاظا بالسكان في اربد والمملكة عامة. 
 
ومنذ ذلك اليوم لم يتغيب عبد الله عن عمله ابدأ إلا في حالات الإجازة السنوية التي يذهب فيها إلى بلده لرؤية أهلة. عبد الله لم يكن متزوجا واليوم أصبح له عائلة لم يترك عملة ولم يغادر إلى أي  حي آخر رغم أن عدد سكان الحي قد تضاعف مرات ومرات إلا أن عبد الله ما زال يعمل بنفس الإخلاص والجد فقد أصبح بينه وبين أهل الحي صداقة غريبة فالكل في الحي يعرف عبد الله والكل يحترمه بل هم يحترمونه أكثر مما يحترمون بعضهم البعض. ويعرفونه أكثر من رئيس بلدية اربد .
 
 عبد الله لم يترقى أو يحصل على منصب أثناء عمله ولم يطالب من حقوقه بغير الراتب الذي يحصل عليه. لم يتذمر ولم يشكو ولم يعتصم أو يخرج في مسيرة مطالبا بزيادة في الراتب أو ترقية في المنصب أو حتى تغيير عربته القديمة . 
 
عبد الله لا زال يستريح في ظل البنايات وعلى رصيف الشوارع ويقبل القليل من الأعطيات من أهل الحي في الأعياد والمناسبات ولكنه أيضا ما يزال مخلصا في عمله كما كان دوما.
 
 تغير رؤساء البلديات والمسئولون عن عبد الله عشرات المرات منذ 1986 ولكن عبد الله لم يتغير . لقد أولوه ثقة يستحقها بل ربما أنهم يحسدونه عليها. فهو لا يزال صابرا ولا يزال يعمل بنفس الجد والإخلاص . بعض المسئولون في بلدية اربد ممن يصدرون لعبد الله الأوامر كان طفلا يوم تم توظيف عبد الله في عمله. عبد الله له الفضل علينا جميعا ولكن أبدا لم يشعرنا بفضلة.هو دائم الابتسامة والصبر.
 
 واليوم وفي مشهد غريب رأيت احد المواطنين الكرام يصرخ على عبد الله ويلومه على تكدس النفايات أمام بيته. ليس عبد الله من يجب أن يلام على تكدس النفايات بل نحن ورئيس البلدية ووزير البلديات ورئيس الوزراء الذين جعلوا همهم مناصبهم ونسو صحتنا ونسو أو تناسوا مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه الوطن. كل ما يذكرونه هو التفكير في كيفية سن القوانين وتحصيل الضرائب .
 
ليس لنا الحق في الصراخ على عبد الله أو أي من عمال الوطن بل يجب أن نمجد أمثال هذا العامل ونجعل لهم تماثيل في مياديننا.يجب أن نصرخ ونحتج على عشرات الموظفين الذين تتكدس بهم قاعات البلديات ولا عمل لكثير منهم إلا التدخين والتذمر والتفنن في اخذ الإجازات المرضية وغير المرضية . 
 
عذرا عبد الله وكل عمال الوطن فنحن نحتاج إلى تنظيف نفوسنا.
تابعوا هوا الأردن على