آخر الأخبار
ticker "طاقة الأعيان" تؤكد أهمية الدور الوطني لشركة "البوتاس العربية" في تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي ticker تحت رعاية "البوتاس العربية" .. افتتاح ورشة "اقتصاديات الأسمدة والتحديات المستقبلية" بمشاركة عربية ودولية واسعة ticker بنك الإسكان يعقد جلسة تدريبية تفاعلية بعنوان المرونة تحت الضغط ضمن مبادرة رفاهية الموظفين ticker الذهب يصعد لمستوى قياسي مع إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن ticker جواز السفر الأميركي خارج قائمة أقوى 10 جوازات سفر عالميا ticker اعتداء على فتى من ذوي الإعاقة في وادي السير بـ مشرط ticker الاردن .. 4.7 مليار دينار قيمة الحوالات عبر المحافظ الإلكترونية منذ بداية العام ticker شهر رمضان بالأردن شتوي بالكامل حتى عام 2031 ticker مؤسسة تمويل دولية تؤكد دعمها لمشروع الناقل الوطني في الأردن ticker تعميم مهم بخصوص دوام المدارس الجديد ticker تراجع قوة جواز السفر الأردني عالميًا ticker 4 إصابات بتصادم مركبتين على طريق إربد - عمّان ticker خبير: حالات حادث تسرب حامض الكبريتيك في العقبة "إصابات عمل" ticker إسرائيل: الإعلان عن موعد فتح معبر رفح في مرحلة لاحقة ticker 23 إصابة بحادث تدهور باص عمومي في اربد ticker ترامب: حماس تحفر بالفعل للبحث عن المزيد من الرهائن ticker مستشار أميركي: بدء تشكيل قوة لدعم الاستقرار في غزة ticker ارتفاع أسعار الذهب محليًا .. وغرام عيار 21 بـ 86.3 دينارًا ticker الخميس .. طقس خريفي معتدل ودرجات الحرارة حول معدلاتها ticker وظائف حكومية شاغرة في الزراعة

مشاكلنا من ورائها..؟؟؟

{title}
هوا الأردن - د. شيرين الياس دبابنة

بعيدا عن التحليلات السياسية، والتداخلات التاريخية، وإنما بتحليلات اجتماعية مبسطة سوف ابدأ بطرح فكرة بسؤال: من وراء مصائبنا ومن هو السبب فيما يحدث الان؟
الجواب وببساطة أمريكا وأسرائيل، وهو جواب بديهي نؤكد ونتفق عليه جميعا. فإن كان البيت يسرق باستمرار، اشكي وابكي واعرف اللصوص، واقف عاجزا، لماذا؟ لاني لم اتفقد ابواب بيتي! ابواب بيتي غير متينة، فغدت بيوتنا غير آمنة واسرنا تسرق وتنهب. بيوتنا هي دويلاتنا الضعيفة بالوطن العربي، واسمحوا لي مرة اخرى ان انعتها بالدويلات لانها لا ترتقي بشعوبها وحكامها لمستوى دول مستقلة، ولا ترتقي لمستوى بيت آمن متين، جعل اللصوص يتسللون اليه وينهبون خيراته.
ابوابنا ثلاث، افتقدناها بجدارة، وهي باب الوحدة السياسية والاجتماعية، وباب التوزيع العادل والمساواة، اما الباب الاخير فتحقيق الاهداف بوجود الوسائل.


 لا ينفصل باب عن الاخر، فالوحدة السياسية والاجتماعية تولد توزيع متساو للثروات، والذي بدوره يرتقي بالوعي والفكر الشعبي وصولا لطموحات وتحقيق للاهداف بوجود الوسائل، ومع انطلاقتنا برحلة بين  فكر علماء الاجتماع الثلاث ابن خلدون وماركس وميرتون،  نؤكد ونكرر في مختلف المنابر بأن نظريات علم الاجتماع متكاملة مكملة لبعضها البعض وليست مختلفة.
الرحلة تنطلق من الوحدة السياسية والاجتماعية، تحدث مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون عن هذه الوحدة حيث عرف الدولة بانها كائن حي له طبيعته الخاصة به، ويحكمها قوانين واولها قانون السببية، وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية، ولا يمكن أن تقوم الحضارة إلاَّ بها، ذلك مفاده أنَّ الوقائع الاجتماعية والأحداث التاريخية خاضعة للحتمية، وليست بفعل المصادفة لارتباط الأسباب بالمسببات. لذلك يجب وحسب ابن خلدون النظر في الأسباب.


هل ما يدور حولنا أسبابه خارجية فقط؟


إن أسباب ما يدور حولنا الان، وحسب ابن خلدون، هو ضعف الدولة التي هي كائن حي يحكمها السببية، فانطلق اللصوص لدمار البيت بتفتيت الوحدة السياسية والاجتماعية. وهل من خوف لدى الامريكان والاسرائيلين اكبر من خوفهم من حضارة العرب؟ فبدأ العمل على مبدأ نظام الطوائف الذي ينتج عنه في طبيعة الحال وجود وتبدل سيطرة الجماعات كما حدث في تاريخ الهند وجنوب افريقيا، وبالتالي اطر جماعية مغلقة واضحة المعالم تهدف الى خدمة القوى الكبرى.


لكن ما سبب تشكل مثل هذه الجماعات؟ لننطلق الى ماركس وميرتون بين نظريات علم الاجتماع بين الصراعية والبنائية رفضا للفصل بينهما، اما عن الفكر الماركسي كنموذج للصراعية ينطلق من أن إنتاج وسائل الحفاظ على الحياة واستمرارها، وتوزيع هذا الناتج، يعتبران أساس في تشكيل البناء الاجتماعي، والبناء الاجتماعي يشمل اوجه المجتمع الأٌخرى من افكار ومعرفة ووعي، وهذه أهم الدعائم التي هدمت لدينا بوجود عدم توزيع عادل للناتج، مما أدى إلى تشكل النظام الطبقي في المجتمعات العربية، مؤديا الى تفكك اجتماعي لعب دورا كبيرا في انتشار الحركات السياسية والطائفية والدينية وغيرها في مجتمعنا، وساهم في ذلك ايضا ما اكده ميرتون عندما ركز على كون الكساد الاقتصادي أو الرخاء الاقتصادي حالتان تمثلان تغيرا ً مفاجئا ً في النظام الاجتماعة، يترتب عليها درجة من اللامعيارية.


يرى ميرتون ان التكامل الاجتماعي بين المجتمعات يكون بين التناغم والتناسب بين الاهداف والوسائل. فإن اي خلل في هذا التناسب ينجم عنه عدة سلوكيات،  فجمع النقود وارتقاء السلم الاجتماعي دون توفر الاساليب تولد وجود اهداف وطاقات غير مستفاد منها، مما يولد حالة من تحقيق الاهداف بأساليب غير متاحة اجتماعيا وقانونيا فتتولد الجريمة والفوضى.


أبوابنا ثلاث مفتوحة على مصراعيها؛ 'لا وحدة' مما ولد خللا داخل البناء الاجتماعي، 'لا مساواة' مما ولد خللا في ظروف اقتصادية مريرة تمر بها مجتمعاتنا العربية، شعور متكرر بالاهانة وعدم الانسانية، 'لا مصادر' ووجود طاقات هائلة لدى الشباب في محاولات مستمرة لتحقيق اهدافها مع نقص وندرة الوسائل، فاستغلت هذه الطاقات بطريقة ذكية لتحقيق مصالح القوى تحت ظل حكومات تنظر مصالحها بعيدا عن مصالح شعبها. 

*مدير عام. مركز الرحى للدراسات

shereen@al-raha.org

 

تابعوا هوا الأردن على