آخر الأخبار
ticker ندوة في عمان الأهلية حول المنح والفرص والفعاليات الثقافية في الصين ticker د. يزن قموه من عمان الأهلية يفوز بجائزة “أخصائي البصريات 2025 - منطقة الخليج” ticker الهيئة المستقلة للانتخاب: تردنا مئات الاستقالات الحزبية ticker إنهاء مشروع مهارب النجاة على طريق العدسية البحر الميت ticker الأردن: مناقصات بناء مئات الوحدات الاستيطانية تقويض للحق الفلسطيني ticker منتدى الاستراتيجيات يوصي بتطوير النقل والمرافق العائلية بأسعار ميسورة في العقبة ticker الملك يلتقي رئيس أركان الدفاع الهنغاري ticker ألمانيا تدعم برنامج "التحديث من أجل النمو" الأردني بـ 75 مليون يورو ticker بالصور .. الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش ticker أمن الدولة تخلي سبيل النائب السابق محمد عناد الفايز بكفالة ticker "مصفاة البترول" تحيل عطاءات لتوريد 200 ألف أسطوانة غاز و600 ألف صمام ticker مصرع 7 أشخاص وإصابة 11 بتحطم طائرة شحن قرب مطار لويفيل في كنتاكي ticker 40 قتيلا بهجوم على مدينة الأبيض في شمال كردفان بالسودان ticker ترمب يبرر الخسائر الانتخابية للجمهوريين ticker الأردن يشارك بالاجتماع العربي الأوروبي في بروكسل ticker اربد : حادثة اختناق لطالبة أثناء تنظيف صف مدرسي ticker نقابة المقاولين الأردنيين : قضايا تزوير إلى القضاء ticker ماذا يعني الكود الموجود على إشعار حملة الشتاء؟ ticker ارتفاع اسعار الذهب محليا 40 قرشا .. وعيار الـ 21 عند 80.70 دينارا ticker العماوي: تداول السلطة السلمي لن يتحقق إلا وفق رؤية الملك

مشاكلنا من ورائها..؟؟؟

{title}
هوا الأردن - د. شيرين الياس دبابنة

بعيدا عن التحليلات السياسية، والتداخلات التاريخية، وإنما بتحليلات اجتماعية مبسطة سوف ابدأ بطرح فكرة بسؤال: من وراء مصائبنا ومن هو السبب فيما يحدث الان؟
الجواب وببساطة أمريكا وأسرائيل، وهو جواب بديهي نؤكد ونتفق عليه جميعا. فإن كان البيت يسرق باستمرار، اشكي وابكي واعرف اللصوص، واقف عاجزا، لماذا؟ لاني لم اتفقد ابواب بيتي! ابواب بيتي غير متينة، فغدت بيوتنا غير آمنة واسرنا تسرق وتنهب. بيوتنا هي دويلاتنا الضعيفة بالوطن العربي، واسمحوا لي مرة اخرى ان انعتها بالدويلات لانها لا ترتقي بشعوبها وحكامها لمستوى دول مستقلة، ولا ترتقي لمستوى بيت آمن متين، جعل اللصوص يتسللون اليه وينهبون خيراته.
ابوابنا ثلاث، افتقدناها بجدارة، وهي باب الوحدة السياسية والاجتماعية، وباب التوزيع العادل والمساواة، اما الباب الاخير فتحقيق الاهداف بوجود الوسائل.


 لا ينفصل باب عن الاخر، فالوحدة السياسية والاجتماعية تولد توزيع متساو للثروات، والذي بدوره يرتقي بالوعي والفكر الشعبي وصولا لطموحات وتحقيق للاهداف بوجود الوسائل، ومع انطلاقتنا برحلة بين  فكر علماء الاجتماع الثلاث ابن خلدون وماركس وميرتون،  نؤكد ونكرر في مختلف المنابر بأن نظريات علم الاجتماع متكاملة مكملة لبعضها البعض وليست مختلفة.
الرحلة تنطلق من الوحدة السياسية والاجتماعية، تحدث مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون عن هذه الوحدة حيث عرف الدولة بانها كائن حي له طبيعته الخاصة به، ويحكمها قوانين واولها قانون السببية، وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية، ولا يمكن أن تقوم الحضارة إلاَّ بها، ذلك مفاده أنَّ الوقائع الاجتماعية والأحداث التاريخية خاضعة للحتمية، وليست بفعل المصادفة لارتباط الأسباب بالمسببات. لذلك يجب وحسب ابن خلدون النظر في الأسباب.


هل ما يدور حولنا أسبابه خارجية فقط؟


إن أسباب ما يدور حولنا الان، وحسب ابن خلدون، هو ضعف الدولة التي هي كائن حي يحكمها السببية، فانطلق اللصوص لدمار البيت بتفتيت الوحدة السياسية والاجتماعية. وهل من خوف لدى الامريكان والاسرائيلين اكبر من خوفهم من حضارة العرب؟ فبدأ العمل على مبدأ نظام الطوائف الذي ينتج عنه في طبيعة الحال وجود وتبدل سيطرة الجماعات كما حدث في تاريخ الهند وجنوب افريقيا، وبالتالي اطر جماعية مغلقة واضحة المعالم تهدف الى خدمة القوى الكبرى.


لكن ما سبب تشكل مثل هذه الجماعات؟ لننطلق الى ماركس وميرتون بين نظريات علم الاجتماع بين الصراعية والبنائية رفضا للفصل بينهما، اما عن الفكر الماركسي كنموذج للصراعية ينطلق من أن إنتاج وسائل الحفاظ على الحياة واستمرارها، وتوزيع هذا الناتج، يعتبران أساس في تشكيل البناء الاجتماعي، والبناء الاجتماعي يشمل اوجه المجتمع الأٌخرى من افكار ومعرفة ووعي، وهذه أهم الدعائم التي هدمت لدينا بوجود عدم توزيع عادل للناتج، مما أدى إلى تشكل النظام الطبقي في المجتمعات العربية، مؤديا الى تفكك اجتماعي لعب دورا كبيرا في انتشار الحركات السياسية والطائفية والدينية وغيرها في مجتمعنا، وساهم في ذلك ايضا ما اكده ميرتون عندما ركز على كون الكساد الاقتصادي أو الرخاء الاقتصادي حالتان تمثلان تغيرا ً مفاجئا ً في النظام الاجتماعة، يترتب عليها درجة من اللامعيارية.


يرى ميرتون ان التكامل الاجتماعي بين المجتمعات يكون بين التناغم والتناسب بين الاهداف والوسائل. فإن اي خلل في هذا التناسب ينجم عنه عدة سلوكيات،  فجمع النقود وارتقاء السلم الاجتماعي دون توفر الاساليب تولد وجود اهداف وطاقات غير مستفاد منها، مما يولد حالة من تحقيق الاهداف بأساليب غير متاحة اجتماعيا وقانونيا فتتولد الجريمة والفوضى.


أبوابنا ثلاث مفتوحة على مصراعيها؛ 'لا وحدة' مما ولد خللا داخل البناء الاجتماعي، 'لا مساواة' مما ولد خللا في ظروف اقتصادية مريرة تمر بها مجتمعاتنا العربية، شعور متكرر بالاهانة وعدم الانسانية، 'لا مصادر' ووجود طاقات هائلة لدى الشباب في محاولات مستمرة لتحقيق اهدافها مع نقص وندرة الوسائل، فاستغلت هذه الطاقات بطريقة ذكية لتحقيق مصالح القوى تحت ظل حكومات تنظر مصالحها بعيدا عن مصالح شعبها. 

*مدير عام. مركز الرحى للدراسات

shereen@al-raha.org

 

تابعوا هوا الأردن على