آخر الأخبار
ticker طلبة عمان الأهلية يشاركون في برنامج " نشامى" بوزارة الشباب ticker عمان الأهلية تشارك بفعاليات معرض Growtech الزراعي بتركيا ticker عمّان الأهلية تشارك بتميّز بالملتقى الخامس للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية ticker وفاة و3 إصابات إثر تدهور مركبة على اوتستراد المفرق الزرقاء ticker إدارة السير: عطل فني يصيب إشارة الصحافة وتصادم مركبتين بالقرب منها ticker موازنات المجلس القضائي و4 وزارات وهيئة على طاولة مالية النواب الثلاثاء ticker تفعيل التأمين الحكومي لعلاج 4.1 مليون أردني في "الحسين للسرطان" مطلع 2026 ticker ردم 11 بئرًا في أراضي الدولة تسحب آلاف الأمتار المكعبة من المياه لتزويد مزارع ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا .. وغرام 21 يهبط إلى 85.5 دينارًا ticker الوزير شحادة: أي أردني مؤمن للعلاج من السرطان ticker تعديل دوام موظفي الأمانة .. يبدأ 7:30 صباحا ticker وزير الزراعة: ايقاف استيراد الدواجن المجمدة ticker بني مصطفى: تزويد حملات مكافحة التسول بكاميرات مراقبة ticker الديوان الملكي ينشر صورة للملك خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء ticker صالات مغلقة لعرض مباريات النشامى على شاشات عملاقة ticker الأردن يطلق أول مؤشر لقياس وتقييم مدن المستقبل في المنطقة العربية ticker سلامي: لا أرغب بمواجهة المغرب في كأس العالم .. ونريد بلوغ الدور الثاني ticker الحيصة: علاقاتنا المائية مع سوريا في أفضل حالاتها ticker مستقلة الانتخاب: جاهزون لاجراء الانتخابات البلدية ticker 16 دبابة وآلية اسرائيلية تتوغل بسوريا وتفتش السكان

مشاكلنا من ورائها..؟؟؟

{title}
هوا الأردن - د. شيرين الياس دبابنة

بعيدا عن التحليلات السياسية، والتداخلات التاريخية، وإنما بتحليلات اجتماعية مبسطة سوف ابدأ بطرح فكرة بسؤال: من وراء مصائبنا ومن هو السبب فيما يحدث الان؟
الجواب وببساطة أمريكا وأسرائيل، وهو جواب بديهي نؤكد ونتفق عليه جميعا. فإن كان البيت يسرق باستمرار، اشكي وابكي واعرف اللصوص، واقف عاجزا، لماذا؟ لاني لم اتفقد ابواب بيتي! ابواب بيتي غير متينة، فغدت بيوتنا غير آمنة واسرنا تسرق وتنهب. بيوتنا هي دويلاتنا الضعيفة بالوطن العربي، واسمحوا لي مرة اخرى ان انعتها بالدويلات لانها لا ترتقي بشعوبها وحكامها لمستوى دول مستقلة، ولا ترتقي لمستوى بيت آمن متين، جعل اللصوص يتسللون اليه وينهبون خيراته.
ابوابنا ثلاث، افتقدناها بجدارة، وهي باب الوحدة السياسية والاجتماعية، وباب التوزيع العادل والمساواة، اما الباب الاخير فتحقيق الاهداف بوجود الوسائل.


 لا ينفصل باب عن الاخر، فالوحدة السياسية والاجتماعية تولد توزيع متساو للثروات، والذي بدوره يرتقي بالوعي والفكر الشعبي وصولا لطموحات وتحقيق للاهداف بوجود الوسائل، ومع انطلاقتنا برحلة بين  فكر علماء الاجتماع الثلاث ابن خلدون وماركس وميرتون،  نؤكد ونكرر في مختلف المنابر بأن نظريات علم الاجتماع متكاملة مكملة لبعضها البعض وليست مختلفة.
الرحلة تنطلق من الوحدة السياسية والاجتماعية، تحدث مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون عن هذه الوحدة حيث عرف الدولة بانها كائن حي له طبيعته الخاصة به، ويحكمها قوانين واولها قانون السببية، وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية، ولا يمكن أن تقوم الحضارة إلاَّ بها، ذلك مفاده أنَّ الوقائع الاجتماعية والأحداث التاريخية خاضعة للحتمية، وليست بفعل المصادفة لارتباط الأسباب بالمسببات. لذلك يجب وحسب ابن خلدون النظر في الأسباب.


هل ما يدور حولنا أسبابه خارجية فقط؟


إن أسباب ما يدور حولنا الان، وحسب ابن خلدون، هو ضعف الدولة التي هي كائن حي يحكمها السببية، فانطلق اللصوص لدمار البيت بتفتيت الوحدة السياسية والاجتماعية. وهل من خوف لدى الامريكان والاسرائيلين اكبر من خوفهم من حضارة العرب؟ فبدأ العمل على مبدأ نظام الطوائف الذي ينتج عنه في طبيعة الحال وجود وتبدل سيطرة الجماعات كما حدث في تاريخ الهند وجنوب افريقيا، وبالتالي اطر جماعية مغلقة واضحة المعالم تهدف الى خدمة القوى الكبرى.


لكن ما سبب تشكل مثل هذه الجماعات؟ لننطلق الى ماركس وميرتون بين نظريات علم الاجتماع بين الصراعية والبنائية رفضا للفصل بينهما، اما عن الفكر الماركسي كنموذج للصراعية ينطلق من أن إنتاج وسائل الحفاظ على الحياة واستمرارها، وتوزيع هذا الناتج، يعتبران أساس في تشكيل البناء الاجتماعي، والبناء الاجتماعي يشمل اوجه المجتمع الأٌخرى من افكار ومعرفة ووعي، وهذه أهم الدعائم التي هدمت لدينا بوجود عدم توزيع عادل للناتج، مما أدى إلى تشكل النظام الطبقي في المجتمعات العربية، مؤديا الى تفكك اجتماعي لعب دورا كبيرا في انتشار الحركات السياسية والطائفية والدينية وغيرها في مجتمعنا، وساهم في ذلك ايضا ما اكده ميرتون عندما ركز على كون الكساد الاقتصادي أو الرخاء الاقتصادي حالتان تمثلان تغيرا ً مفاجئا ً في النظام الاجتماعة، يترتب عليها درجة من اللامعيارية.


يرى ميرتون ان التكامل الاجتماعي بين المجتمعات يكون بين التناغم والتناسب بين الاهداف والوسائل. فإن اي خلل في هذا التناسب ينجم عنه عدة سلوكيات،  فجمع النقود وارتقاء السلم الاجتماعي دون توفر الاساليب تولد وجود اهداف وطاقات غير مستفاد منها، مما يولد حالة من تحقيق الاهداف بأساليب غير متاحة اجتماعيا وقانونيا فتتولد الجريمة والفوضى.


أبوابنا ثلاث مفتوحة على مصراعيها؛ 'لا وحدة' مما ولد خللا داخل البناء الاجتماعي، 'لا مساواة' مما ولد خللا في ظروف اقتصادية مريرة تمر بها مجتمعاتنا العربية، شعور متكرر بالاهانة وعدم الانسانية، 'لا مصادر' ووجود طاقات هائلة لدى الشباب في محاولات مستمرة لتحقيق اهدافها مع نقص وندرة الوسائل، فاستغلت هذه الطاقات بطريقة ذكية لتحقيق مصالح القوى تحت ظل حكومات تنظر مصالحها بعيدا عن مصالح شعبها. 

*مدير عام. مركز الرحى للدراسات

shereen@al-raha.org

 

تابعوا هوا الأردن على