أيها الغزيّون اين المفرْ
بينما تتسابق طائرات ف 16 وطائرات العدو اللئيم بدون طيّار على إسقاط حمولتها القاتلة من قنابل وانذارات على شعب يفطر على جرعة ماء وهو يودِّع شهدائه من اطفال ونساء في جنازات لا تنتهي كما يتسحّر على جرعة ماء على صوت الدمار ومزيد من الشهداء وما بين السحور والفطور تحضيرات ليوم جديد تستمر فيه التكبيرات وإطلاق صواريخ العزّة والكرامة وهكذا يقضون شهرهم المبارك .
غزّة مهدك على البحر من قبل التاريخ فلا هروب منه إلاّ إليه ومن خلفك ارض انت تتبعينها وهي تتبعك منذ القدم ولا بدّ ان تكوني في حضنها وهي في قلبك المحب فأين لك المفرُّ من امامك ومن خلفك لذلك تختزنين النصر وعدا وعهدا مهما غادرك ابناء وعصافير الى جنان الخلد في الأعالي .
ما يحيّرنا هو ما ينوي لك الاخرون فهل تتّقين شر حاكم يستعصي عليه فتح المعابر ليتلقّفك حاكم يبادر من اجلك ما يسؤك وذاك يجوب العالم ليقنعك انّه يعمل لمصلحتك وكلاهما يضمر لك الشر ولنفسيهما وأسيادهم إطاعة الأمر .
لقد حوصر قطاع غزّة ذو الثلاثمائة كيلومتر مربّع وفيه مليون وثمانمائة الف فلسطيني اي بكثافة سكّانية ستة الآف شخص في الكيلومتر مربع الواحد بينما الكثافة السكانية في العالم بشكل عام لا تزيد عن خمسون شخص في الكيلومتر مربع الواحد فهل يمكن تصوّر ستة اشخاص يعيشون فوق متر مربع واحد وكأنهم اصغر من عصافير فأين هي عدالة العالم .
إ
بقي على العهد والوعد يا غزّة النصر وكوني غزّة مؤلمة في عيون من يضمرون لك الشرْ ولا يتمنّون لك ولأهلك الخير .
إذا كنت يا غزّة عربيّة فليس لك خيرا في اهلك لذلك لم يتسابق الزعماء العرب لنجدتك وزيارتك في محنتك على الأقل بل نرى البعض يعمل على إحباطك والتقليل من قدرتك وصمودك نظرا لخوفهم من الأسياد أولإرتباطاتهم المسبقة وهم لا يكيلون بالا لشعوبهم او لله او ليوم حساب عسير فلا تتوقّعي يا غزّة هاشم الخير من أحد فلا يوجد هناك معتصما تستجيرين به ولا خالدا يحمل سيفا مسلولا او ابن خطّاب تترجِّين عدله وما عليك إلاّ التكبير لله تعالى كي يسمع نداك ويسامح بعض من فيك على خطاياهم السابقة ويكون الله في عونك أولا على الصبر وثانيا على النصر خاصّة انّ مصر لن تعينك على الصبر ولا يوجد من العربان من يعينك على النصر فلك الله يا غزّة البحر وخسئتم يا عرّة البشر .
أمّا الشعوب العربيّة فقد جرّدها حكّامها من القدرة على قول لا إلاّ في تشهّدهم ولا يستطيعون فتح افواههم إلاّ بالخفية او عند صيانة اسنانهم لذلك نرى الملايين تخرج لتهتف معك يا غزّة المجد في كاليفورنيا وباريس وبون ولا تخرج بكثرة تناسب بلوتك وبلائك في عالمنا العربي لأن قوات الأمن ومنع الشغب تكون اكثر من المشاركين في المسيرة او المظاهرة .
لقد أثبتِّي في الماضي القريب تحمُّلك القصف والهدم والقتل والدمار وودّعت شهدائك بكل اعتزاز وفخار ونجحت في لثم الجراح وإعادة الإعمار واليوم تجتازين إمتخانا آخر ابليت فيه حتى الآن أحسن البلاء واجتزت فبه اكثر من إختبار ولم تجدين من البسطاء منّا إلاّ البكاء والدعاء ساعة الإفطار .
أحمد محمود سعيد
24 / 7 / 2014