القمح والكلمات
حين تحب بلادا
من القمح والتيه والكلمات
وتذهب كي تتلفت حولك
على حاجز دججه الموت بالخوف منك
وحين تكون قريبا من وجهها البدوي
وتلمح فوق نياط الندى حزنها
لا تغادر رياحك
ابق قريبا من النبض
قبّل ثراها
وقل لها كم تحب الطيور على نبضها
وايقظ نهارات روحك
قطِّر لها ورد يومك بالماء والزعفران
واكتب على دفتر في القليل من النزف
نشيدا صغيرا لها
وبعض الهتافات كي تُخرج الليل من وكره
وقل لها كم تود ارتباك أصابعها فوق شعرك
**
حين تحب بلادا مهشمة بالطغاة
لا تقل لها اتركيني
خذها إلى بوحك المتكسر
ورمم رياحك في صمتها
ضمها بين كل انحناءة ضلع بصدرك
وانهض مع الفجر كي تعطرها بالحفيف
وتركض مع حمحمات رباها
ولا ترتجف
فسوف تمد إليك يدا
وتنشر عطرك
**
حين تحب بلادا مسوّرة بالحصارات من كل صوب
فسر في اتجاه وحيد إليها
ودع كل بوصلة لا تشير إلى قلبها
وخذها إلى حقل روحك
لا تنأ بعد العناق عن القمح في سهلها
فكل طريق إلى بلد نتهادى على رمله في الحنين
حنين
وكل حنين اليها مساء شفيف على ضوئه
ينعس العاشقون
وتحت رذاذ مفاتنه يرجفون
وفي كل طيف يراك
تلال من التوق
بوح يطوق سرك
**
حين تحب بلادا وقمحا يعانقها في السهوب
تهادى على خضرة البوح
ولا تتلكأ حين تنادي عليك
فتلك البلاد اخضرارك
وتلك السهوب مدى عاشق
كلما سرت في خضرة البوح نحو أرياحها
فاض نهرك.