بين رابعة وبين غزة شبه كبير
هوا الأردن - أيمن الشبول
هناك أوجه شبه كبيرة ببن سيناريو الإنقلاب العسكري على الشرعية المصرية في العام الماضي ، وبين سيناريو العدوان الحالي على غزة ؛ فبنظرة سريعة سنكتشف : نفس الوجوه ؛ ونفس المخطط ، ونفس الزمان ، ونفس الممول ، و ... فبين رمضان ورمضان سيناريوهان من الإجرام والمجازر والقتل متشابهان إلى حد„ كبير .
عندما أعد الإنقلابيون المصريون خططهم الخبيثة للإنقلاب على الشرعية في العام الماضي ؛ وهي الخطط التي إبتدأت بتحريض الناس على الشرعية المنتخبة ، وبإفتعال المشاكل وإثارة الأزمات في مصر ؛ وإستمروا على هذا النهج الخبيث إلى أن قرروا أخيرا” الإنقضاض على الشرعية المصربة قبل سنة من الآن ...
وبعدها ؛ قرر مؤيدو الشرعية المنتخبة الإعتصام الدائم في ميدان رابعة في شهر رمضان الفائت ، وهو الإعتصام الذي تابعناه لحظة بلحظة وساعة بساعة ؛ وكان مثالا” حيا” على الإيمان والثبات والإصرار القوي على إنتزاع واسترداد الحقوق ، عندما إجتمعت الصفوة المصرية والخيرة المصرية في ذلك الميدان !
ولكن إعتصام الخيرة لم يرق لليهود ولا للإنقلابين ولأعوانهم ؛ فالكفر والإيمان والحق والباطل لا يلتقيان ، والخيانة والثبات لا يجتمعان !!! لذا قررت الجموع الشيطانية الإنقضاض على الجمع الإيماني المنقلب على إرادة الإنقلابين ! وحرقوا المؤمنين المعتصمبن وهم أحياء ، وقتلوا المسلمين والموحدين ونكلوا بهم بكل وحشية ...
وفي شهر رمضان الحالي : شاهدنا نفس الوجوه ونفس الجمع الشيطاني وهو يجاهد بقوة لتكرار مخططه وفعلته في قطاع غزة ، لفد إختلفت الأدوار والمراكز ولكنها نفس الوجوه ؛ فبينما كان الدور اليهودي أيام الإنقلاب وما تلاه من قتل ومجازر ، محصورا” بالتغطية والدعم والمساندة ، وتولى الجمع الشيطاني دور القتل والتنكيل والمجاز ؛ أخذ اليهود دور القيادة والبطولة في حالة غزة ؛ وتولت الجموع الشيطانية دور التهيئة والتغطية والمساندة والتمويل المفتوح للعدوان .
إنه نفس السيناريو الإنقلابي والدي طبقوه في العام الماضي نجدهم بكرروه مع غزة ، وهو السيناريو الذي إبتدأ بإتارة الناس العاديبن على الغزببن وبشيطنة مقاومة الغزيبن وبهدم الأنفاق وإعلاق المعبر لخنق غزة ، حتى قاموا بعدوانهم الوحشي بعد أن هيأوا له بالإعلام القبيح وبالحصار ، وكان من بنود الخطة بأن يخرج السيسي مبادرته الملغومة والمرفوضة سلفا” من قبل المقاومة لكي تكون رخصة مفتوحة” لنتنياهو ليمارس القتل والتدمير لغزة كما يحلو له .
ولكن حسابات اليهود وأدواتهم لم تسعفهم في هذه المرة ؛ حبث تطايرت المخططات الصهيونبة أمام جهاد الغزيبن وصمودهم ، وحاق المكر السيء بأهله في هذه المرة ، وإنقلب السحر على الساحربن في هذه المرة ، قال تعالى : فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِين