اجتماع باريس حول غزة ، فخ الهدف منه توريط مقاومة غزه
اجتماع باريس حول غزة الذي عقد السبت في باريس وشارك فيه وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وقطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وممثل للاتحاد ألأوروبي تمخض عنه بيان تلاه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مفاده إعلان هدنة جديدة مدتها أربع وعشرون ساعة قابلة للتمديد 'ندعو كل الأطراف إلى تمديد وقف إطلاق النار الإنساني لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد .
الاجتماع الذي سمي 'الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة' لم يتطرق إلى سحب جنود الاحتلال من داخل حدود قطاع غزة وتمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم وإخلاء المصابين ويبدو أنه كان اجتماعا هدفه الالتفاف على مطالب المقاومة المشروعة ، مما دفع قيادة المقاومة إلى رفض قبول تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 24 ساعة أخرى ، في حين سارع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت ) بالموافقة على طلب مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري بوقف عملية إطلاق النار في قطاع غزة حتى منتصف ليل غداً الأحد ، وهكذا ظهرت إسرائيل أمام المجتمع الدولي بأنها رضخت لقرار اجتماع باريس وانها تلتزم بما يقرره المجتمع الدولي !! ، وبذلك حققت إسرائيل هدفها منذ بداية الحرب على غزة والذي يرمي وضع المقاومة في موقف حرج مع الدول العربية والإقليمية والدولية بأنها الرافض لوقف إطلاق النار وأنها راغبة في استمرار الحرب في غزة ، مما يعطي إسرائيل فرصة الحصول على الشرعية الاقليمية والدولية مستخدمة آلة إعلامية غربيه ضخمة تسوق الى هذا المفهوم .
وبعد قبول إسرائيل تمديد الهدنة لمدة 24 ساعة قامت المقاومة الفلسطينية بإطلاق رشقات من الصواريخ على مجمع اشكول وعدة مستوطنات إسرائيليه ، والغريب أن اسرئيل سارعت بالإعلان عن مقتل جندي وإصابة آخرين وإصابة مستوطن بجروح بليغة ، ولم تخفي عدد الإصابات كعادتها وربما أرادت من ذلك تسويق أن جنودها ومواطنيها يتعرضون للقتل رغم أنهم ملتزمون بقرار الهدنة الجديد !
عودة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى واشنطن بعد مشاركته في اجتماع باريس حول غزة يرسل رسالة واضحة بفشل جهوده في الوساطة لوقف اطلاق النار بقطاع غزة و أن اسرائيل وافقت على اقتراح باريس وحماس رفضته ، ويبدو ان هناك تفاهمات تمت بين معظم الأطراف المجتمعة في باريس على إعطاء الضوء الأخضر لقيام اسرائيل بعملية عسكرية واسعة وعميقة في قطاع غزة لتصفية وجود المقاومة والقضاء على قياداتها وقدراتها العسكرية وخصوصا ان هناك رغبة لدى بعض الدول العربيه لتحقيق هدف كهذا ، فالتوقيت السياسي صعب على حركة حماس التي تواجه عزلة عربية فهو بحق الأسوأ عربيا ودوليا لها ، في المقابل سوف يسعى حلفاء إسرائيل وأصدقائها من العرب والغرب في تجييش الدعم السياسي لها خصوصا بعد اجتماع باريس حول غزة وقبولها بتمديد الهدنه .
لكن يبقى الرهان الأخير على انتفاضة الضفة الغربية وموقف الشعوب العربية ومعها الشعوب الحرة في العالم كله في دعم المقاومة وتبني مشروعية مطالبها ، وبالتاكيد يبقى الرهان على قدرات المقاومة العسكرية فهي التي تحدد المسار وتخلط كافة الأوراق .
اللهم احمي غزه وأهلها ومقاومتها وانصرهم نصرا عزيزا ...اللهم آمين