الغزيين.. طمنونا عنا ؟
في محادثة هاتفية تمت بيني وبين أحد أصدقائي من سكان غزة حاليا حاولت جهدي أن أطمئن عليه بطرح الكثير من الأسئلة عن مكان تواجده وإذا ما كان يسكن بعيدا عن اماكن القصف والدمار الذي ارتكبه أولاد صهيون ' المغضوب عليهم ' .
وحرصت على سؤاله عن توفر المواد الغذائية الضرورية له كونه عاد إلى غزة بعد فترة غياب طويلة بعد أن أنهى دراسته للطب ، وكان يؤكد لي أنه بخير وأن الطعام متوفر ولاينقصه سوى شيء واحد فقط وهنا أكدت عليه أن يذكره لي كي اتمكن من مساعدته فيه إن إستطعت ، والمفاجئة كانت أنه طلب مني أن أتصل معه بين الفترة والأخرى كي أبلغه عن حركة الجيش الصهيوني وماذا يحدث في بقية مناطق غزة وعدد الشهداء ومتى يتم الاعلان عن الهدنة ومتى يتم الغاءها .
إذا صديقي الغزي يطلب مني أن أطمنه عن حاله وذلك لأن الغزيين لايعلمون ماذا يحدث في مدينتهم ، ويجهلون ماذا يحدث رغم أن التغطية الإعلامية لمعظم القنوات الفضائية الإخبارية العربية والأجنبية تقوم بنقل ما يجري كل دقيقة وعلى الهواء مباشرة ، والغزيين ليس لديهم كهرباء كي يتمكنوا من معرفة ما يجري في مدينتهم ؟ .
وهذه الحالة يطلق عليها إعلاميا ' بالعمى الإعلامي ' الذي تعتمد العدو الصهيوني أن يفرضه على أهل غزة ، كي يخلق حالة من الرعب والفوضى الأمنية والتي تتحقق عندما يفقد الناس المعلومات التي تخص حياتهم وأمنهم ، وبذلك يزيد اعتماد هؤلاء الناس على ما يتم نشره من معلومات من قبل العدو عبر ما يلقى من منشورات وما يتم ارساله من رسائل قصيرة عبر هواتفهم الخلوية إن تبقى بها ما يكفي من كهرباء كي تستقبل تلك الرسائل ، إذا نحن نعلم أكثر من أهل غزة عما يدور في مدينتهم وربما في الحي المجاور لصديقي الغزي الذي وجد بمكالماتي الهاتفية معه بشكل يومي ووصل احيانا على مدار الساعة طمأنينة ربما شدت من أزره .