أجيال ما بين التحضر والضياع
لو أردنا أن نعمل مقارنة ما بين الجيل السابق وهذا الجيل لوجدنا أن هناك فرق وتفاوت كبير ما بين هذين الجيلين ولوجدنا أن الكفة ترجح في صف الجيل السابق في كافة الجوانب الايجابية . ففي مرحلة الطفولة نجد أن الجيل الجديد يفتقد للبراءة التي كان يتحلى بها الأجيال السابقة ، ونجد أنهم يتمادون على أبائهم وعلى من هم اكبر منهم في الكلام ، وكلما ازداد في عمره يزداد في التمادي حتى على أستاذه ومعلمه ويرادده في الكلام ، فهو لم يعرف أن طالب الجيل السابق كان عندما يرى أستاذه في الشارع أو في السوق سرعان ما يهرب إلى بيته خوفاً وحياءً منه. أما في مرحلة الشباب فدعوني اذكر حالة واحدة كنت أراها ، فعندما كان يبتلى احد الشباب في السابق بآفة التدخين وإذا ما أراد أن يشرب سيجارة كان يذهب إلى أطراف القرية،وبعد ذلك يقوم بأكل النعناع أو الزعتر ويمسح أصابعه بها كي يبعد عنه روائح التدخين حتى لا يتهم بأنه مدخن،حتى انه يتزوج ويستقل في بيته إلا انه لا يقوم بالتدخين أمام والده احتراماً له وحياءً منه ، لكن وللأسف الشديد نرى جيل اليوم (وهو على المقاعد المدرسية) يشعل سيجارته وأرجيلته أمام أبيه دون أن يأخذ له اعتبار والأب لا يتحرك له ساكن. أما بالنسبة للأمهات فأنا اذكر أن كلام الأم في السابق كان لا يخرج عن ذكر الله و الدعاء لأبنائها، ففي كل حركة يتحركها الولد تقول الأم ( الله يحفظك ، الله يطول عمرك ، الله يخليك ) والبركة تنبع من وجوههن ، أما أمهات اليوم حتى وهي ترضع بولدها أو في مطبخها فهي منتظرة جرس الواتس على هاتفها لكي تعرف ماذا طبخت جارتها. نقول رغم توفر الأشياء وتطورها في هذه الأيام ، إلا أن الأيام السابقة رغم مرارتها كانت أجمل وأفضل ، والفرق ما بين الجيلين السابق والحاضر هو افتقار الجديد لشيء من الأخلاق والحياء ( إلا ما رحم ربي ).