آخر الأخبار
ticker الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء ticker الحكومة تقرّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط ticker العيسوي: الأردن يوظف إمكانياته السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ticker زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية

كما تكونوا يولى عليكم

{title}
هوا الأردن - محمد القصاص

قال تعالى في كتابه العزيز عن النار : تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ، قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ ، وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ، فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ .


 كلُّ من يمعن النظر من أصحاب العقول النظيفة والقلوب الطاهرة والأفكار النيرة .. بتركيبة هؤلاء الناس خاصة في أيامنا هذه .. سيفاجأ بأناس وهم قلة بحمد الله ، تعمر قلوبَهُم الأحقادُ ، وتملأ صدورَهم الضغائن للآخرين ، بسبب وبلا سبب اللهم إلا أن التركيبة والجبلَّة التي انجبلوا عليها كانت سببا في إعمال طباعهم الشريرة .. في نظراتهم الضيقة .. بطبيعة الحال ، مُحَالٌ أن يكونَ الناسُ جميعُهم على هذه الشاكلة أبدا ، فهناك الكثير من الناسِ ما زالوا يحملون في قلوبهم طُهرا وفي صدورهم محبة للآخرين ، فلا هم يَحسُدونَ ولا هم يَجزعونَ حينما يتعاملون مع غيرهم من شرار الخلقِ بغض النظر عن أخلاقهم وطباعهم المشينة ، لأن لهم خصوصية تحمي أفكارهم ، من التأثر بالعفن الذي ينتشر من حولهم ويتفشى بضمائرَ عددٍ كبيرٍ من الناس ، وهم على مقربة منهم ، ولأن الأذى مهما كان نوعه ، ماديا أم معنويا ، حينما يصدر عن البعض ، لا يمكن أن يترك أثرا بالغا في نفوس الأصحَّاء ، وأصحاب الضمائر الحية ، بل هم يترفعون عن الإيقاع بأنفسهم في مهاوي الردى والخسَّة التي يحملها الآخرون .. في الغرب .. حينما يتظاهر الناس ، فإنهم يتظاهرون بكل هدوء وأدب وأخلاق ، ودائما تكون المظاهرات هادفة وموضوعية .

 في حين أن الحكومة والقوات الأمنية ، تسمح بالمظاهرات ، وتستمع لمطالب المتظاهرين بكل إصغاء وهدوء واحترام ، بل وتحرص على تحقيق الكثير منها وبالحال ، لا يمكن أن ننجز عندنا نحن العرب بنفس السرعة ، ونحن يميزنا عن الغرب فوارق كبيرة وكثيرة .. منها عدم المصداقية ، أو غرابة المطالب ، وربما بأجندة مستوردة ودخيلة ، تكون مصادرها غريبة على مجتمعاتنا ، أو بإيحاءات أجنبية تأتينا من أحزاب أو منظمات عجيبة ، لا دخل للوطن ولا للمواطن بها لا من قريب ولا من بعيد .. فكرنا كثيرا ، بل وتمنينا ، بأن يكون لدينا مدينةٌ فاضلة ، لكن ما دام أن هناك شعبٌ غالبيته لا يستحقون هذا فإن تحقيق هذا الحلم يعتبر ضربٌ من الخيال والمحال .. نحن نطالب الحكومة بتحقيق العدالة والمساواة .. ونطالب الحكومة بتوفير العيش الكريم للناس جميعا ، لكن حينما نجد أن كثيرا من الناس ، سواءٌ من عامة الشعب أو وخاصته ، أثبتوا للحكومات المتعاقبة ، بأن الكثير منهم لا يستحقون أبدا أي نوع من الاحترام ، فإن الحكومة في هذه الحالة ، أو المسئولين لن يولوا نعيقهم وصياحهم أي نوع من الاهتمام .. إن الإنسان بطبيعته محبٌّ لنفسه ، ولكن إلى حد ما ، وهذا الحبّ إذا زاد عن حده ، ربما تحول إلى مرض ، وأصبح مع هذا الحال ، كنوع من الأنانية القصوى ، والأنانيون دائما يتصفون بعدم حبهم الخير للآخرين ، بل وربما أوقدوا نار الأحقاد والفتن ، أو أشعلوا شرر الضغائن من أجل حرمان الغير من حفوقهم ، أو مجرد الحصول على أي نوع من النعم أو الخير .. كيف نتمنى أن يكون لدينا مدينة فاضلة ، ومجتمعنا بالعموم ، ليس بصاحب فضيلة إلا من رحم ربي .. يدور في ذهني سؤالا واحدا ، أتمنى أن أسأله لكل إنسان ، وأوجهه خاصة لجميع أفراد الشعب على مستوى وطني الأردن ، وهو : هل تحب الخير للناس كما تحب لنفسك ، وهل لو أوكل الأمر لك ، هل يمكنك إعطاء الناس جميعا (وبدون استثناء) استحقاقاتهم من الخير والنعمة التي أصبحت تحت تصرفك ؟ ، وهل من المؤكد بأنك لن تنحاز إلى أي من ذوي القربى بعد أن تكون قد أشبعت نهمك واكتفت نفسك بكل ما تطمع به من خير ومال وفير ..؟؟ يمكن أن يكون لدينا مدينةً فاضلةً ، لو أصبحت الفضيلةُ عنوان حياة ، وهدفا صادقا لكل واحد فينا ، والمدينة الفاضلة ، كما تم التعارف عليها هي أحد أحلام الفيلسوف المشهور " أفلاطون " وهى مدينة تمنَّى أن يحكمها الفلاسفة .. وذلك ظناً منه أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة معيارياً ، وبناء عليه ستكون فاضلة .. – وتعريف المدينة الفاضلة.. هي مدينة يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أرقى وأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد وبعيداً عن الروتين ومن غير تسويف ، وبعيداً عن سوء التعامل... - المدينة الفاضلة.. مقترح لمدينة جديدة ومختلفة عن كل مدننا ليس الاختلاف في المظهر العمراني فقط بل في كل شيء.. في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص.


 المدينة الفاضلة.. مقترح لمدينة أساسها الإنسان نفسه سواء كان مسئولا أو موظفاً أو عاملاً أو مراجعاً.. كبيراً أم صغيراً رجلاً أو امرأة.. مواطناً أو مقيماً.. وبكل ما تحمله كلمة «الفاضلة» من معان سامية... في الشارع.. في العمل الحكومي.. في العمل الخاص.. في المراكز التجارية.. عند المسجد.. في المطاعم.. في الأسواق.. في كل موقع نجد أن «الفاضلة» والمثالية والوعي والرقي تتجسد في كل وقت.. وبأرقى صورها.. كان لأفلاطون مع تلميذه أرسطو العصر الذهبي للفلسفة اليونانية. وأشهر آثاره السياسية كتاب القانون وكتاب الجمهورية أو المدينة الفاضلة والذي تدور آراؤه حول أسس المدينة الفاضلة والتربية الاجتماعية في المدينة و الحكومة المشْرَفَةِ على المدينة, وخلاصة آرائه لهذه المدينة هي :

 1- الدولة عبارة عن وحدة حية تتكون من أعضاء ، والفرد خلية فيها (يشبهها بالإنسان). 
2. كشف الضرورة الاجتماعية التي تجعل من المدينة أول تنظيم اجتماعي وسياسي. 

3. تقرير الحاجة الإنسانية بأنها الدافع إلى الاجتماع المنظم. 

4. الرغبة في العمل تمثل القوة الشهوانية في الإنسان (وتمثلها الطبقة العاملة) 

5. قوة الغضب وتمثلها طبقة المحاربين الفضلاء.

 6. قوة النطق وتمثلها طبقة الفلاسفة والحكماء. 

7. جعل الأخوة أساس الرابطة بين الأفراد. 

8. فصل في برنامج التربية الخاصة بالجند على أساس التدريب إلى 18 سنة ثم الدراسة للمتميزين حتى سن الثلاثين ثم دراسة الفلسفة للمتميزين أيضا حتى الخمسين حيث تتاح القيادة للأكثر تميزا بينما يظل البقية في طبقة الجند.

 9. المساواة بين الجنسين في ذلك.

 10. دعا إلى المشاعية الجنسية لطبقة الحراس (الجند والحكام) والمشاعية في الأولاد وذلك لتخليصهم عن كل ما يعوق تنفيذ مهامهم على أكمل وجه.

 11. حرم الملكية للحراس لذات السبب.

 12. الحكم ليس بالضرورة أن يكون بيد شخص واحد. 

نحن نعلم بأنَّ من المُحَالِ ، أن نصبحَ من الفضيلة المطلقة بمكان يجعلنا محط احترام حكومتنا في يوم من الأيام. نحن لو فكرنا بوضعنا كشعوب ، وقبل أن نفكر بوضع الحكومات ، هل بلغنا مبلغ الشعوب التي تستحق الاحترام ؟ وهل نحن في مطالبنا بلغنا قيما وسموا فكريا كما لو كنا شعبا قد بلغ الفضيلة حقا .. بماذا نفكر نحن كشعب .. ؟ وهل جعلنا المصلحة العليا للوطن هي أساس فكرنا ورغباتنا ، وهل مصالحنا أغفلناها حقا ، أو أجلناها ليوم يكون تحقيقها ممكنا .. كيف لنا أن نتجرأ في مطالبنا على حكومة لم تحترمنا لأننا مازلنا لسنا أهلا للاحترام .. ؟ دعوني هنا ، أن أعيد إلى الأذهان ، بأنني وفي مقالات سابقة .. طالبت الحكومة بأن تسعى إلى إيجاد مصانع في كل محافظة من محافظات المملكة ، كي تستقطب شبابنا العاطلين عن العمل من الخريجين وذوي الكفاءات العالية ، ، وطالبنا أيضا بتأهيل نخب من الشباب ، الذين نجحوا بالثانوية العامة بامتياز ، أو بمعدلات عالية ، وذلك بإيفاد عدد منهم إلى جامعات عالمية شهيرة لإكمال دراساتهم المهنية والأكاديمية ، مثل دراسة الهندسة والعلوم والطب ، بل وكل مجالات الحياة ، وبمعدل (2500) طالب مبتعث سنويا على شرط أن تكون الوجهة ، جامعات مشهورة ، وليس بالضرورة أن نرسلهم إلى دول تتآمر علينا ولا تحبُّ الخير لنا أو أن لا تخلص النية في تعليم أبنائنا ، وبطبيعة الحال فإن هناك الكثير من الدول الصديقة التي تتمنى أن نتعامل معها ، سواء أكان في الشرق أو الغرب ، في باكستان مثلا ، والهند ، ودول الشرق الأقصى والأدنى مثلا وحتى في الدول العربية الشقيقة والإسلامية والصديقة . 

لكن الحكومة صَمَّتْ وَعَمِيَتْ ، ولم تعرْ اهتماما لهذا ، ولا لما يكتب الكتاب والمفكرون من أصحاب الضمائر الحية ، وليس أولئك الكتابُ المأجورون الذين يكيلون المديح والثناء والإطراء بلا وجه حق ، لحكومة لا تستحق حتى مجرد الاحترام .. ولكن تصوروا معي ، أن لو اتبعت الحكومة هذا الأسلوب من العام الماضي حينما كتبت ذلك المقال ، وقامت بإيفاد عددا من أبنائنا بعثات على حساب الحكومة ، إلى جامعات العالم على مراحل ولمدة خمس سنوات في كل سنة ألفين وخمسمائة طالب وطالبة ، إذن لأصبح لدينا بعد فترة وجيزة من الزمن عشرات الآلاف من الشباب الخريجين والمؤهلين تأهيلا جيدا .. يمكنهم أن يتسلموا قياد بلدنا نحو التقدم والازدهار ، وربما تبوأ الأردن خلال فترة وجيزة أعلى الدرجات في كل المجالات ، ولنا في ذلك مثلا كبيرا هي اليابان التي خرجت من الحرب العالمية منهكةُ القوى مدمرةُ البُنَى ، لتصبح بفضل الله ، وبفضل الإرادة المخلصة ، من أبنائها ، دولة صناعية كبرى تميزت وتفوقت في كل المجالات الصناعية ، بل وأصبحت في مصاف الدول الصناعية الكبرى ، بل فقد أصبحت مثلا أعلى حتى للدول الكبرى ذاتها .. أما إعلامنا الموجه الذي ما فتيء يداهن ويماليء وينافق على حساب مصلحة الوطن والمواطن ، هم والإعلاميون الذين يديرونه ما هم إلا خناجر في خاصرة هذا الوطن ، لا يهمهم بأي حال من الأحوال مصلحة الوطن ولا المواطن .. أكأنهم يعيشون اللحظة فقط ، لأنهم لا يهتمون بهموم المواطن ولا جراح الوطن ، إنهم يبحثون فقط عن مصالحهم الشخصية الضيقة ، وعما يملأ جيوبهم ، وفي ذلك تكمن أكبر مصلحة لهم ، بل وأهم غاية يطمحون إلى تحقيقها ، وإن الغاية القصوى في كل هذا ، هو الحصول على الأعطيات والهدايا والرشاوي في كثير من الأحيان ، وبلوغ مكانة قريبة وليست قصيةً ، من الحكام والمسئولين ، كي يمارسوا النفاق الحقيقي على أكمل وجه ، غير آبهين بتبعاته من ظلم للوطن والمواطن .. على حد سواء .. قد بتنا ولا ندري .. إلى أين ستمضي بنا الحكومة ، أنحو متاهات وأنفاق لا نهاية لها ؟ ، هل تنتظر الحكومة منا أن نصل إلى مستوى الشعوب الفاضلة التي تفكر بالمصلحة العليا وهي مصلحة الوطن ، وحينما نصبح وكل همنا تفضيل مصلحة الوطن على المصلحة الخاصة ، حينها هل تفكر الحكومة بمطالبنا العامة والخاصة.. ؟؟ برأيكم هل نصل إلى هذا المستوى .. أم أننا ننتظر ربيعا عربيا يقلب سافلَها عاليَها ؟ وبعدها سنجد أنفسنا في مهب الريح بلا مقومات ؟ ، وبلا سواعد تكون على أهبة الاستعداد لبناء مؤسسات الوطن تماما كما فعل اليابانيون واليابانيات الخارجون من حرب مدمرة ضروس ..؟" نحن شعب لن نكون بمستوى الوطنية التي يتمتع بها اليابانيون ، لن نكون أبدا .

 ترى هل بإمكاننا أن نثبت للحكومة قريبا ، بأننا شعب نحترم أنفسنا ، ونترفع عن التسوِّل والشحدة (بمعنى أصحّ) على أبواب المسئولين ، أعطينا أم منعنا .. ؟ برأيكم هل يستطيع النسور باتِّباعِهِ أسلوبَ التقشف المميت ، استعادةَ ملكية المؤسسات التي بيعت بثمن بخس لمن هم أعداء للوطن ؟ لقد باعها الفاسدون والمفسدون ، وسرعان ما برئت ساحاتهم ظلما وزورا وبهتانا ، وتغولا على القضاء ، بسبب ضلوع أناس هم خارجون على القانون في المسألة ؟؟ هل نجح عبدالله النسور في مهمة تخفيض مديونية الأردن ؟ ، لقد وعد حينما تسلم رئاسة الوزراء وبعد أن كان معارضا ، بأنه سيسلك منهجا متميزا والسعي الجاد من أجل لتخفيض المديونية ، وقد هلَّ علينا بأساليب ، ما أنزل الله بها من سلطان ، وجاءنا بقوانين وأنظمة كانت من أمرِّ أنواع التقشف التي مرَّ بها المواطنُ الأردني ، في حياته كلها ، مدعيا أنه بذلك قد يستعيد عافية الأردن الاقتصادية .. والغريب في الأمر ، أننا نقرأ اليوم ما نشرته صفحات بعض الوكالات الإخبارية على استحياء ، بأن المديونية في الموازنة الأردنية قد زادت في عهد النسور كثيرا وما زالت بارتفاع مضطرد ، حيث بلغت العشرين مليار دينار ، مع أنها حقيقة لم تنخفض دينارا واحدا في عهده بل هي بازدياد مستمر ، وأن الاقتصاديين يدركون هذا ويعلمون علم اليقين بأن المديونية ، قد شارفت على الثلاثين مليار دولار وربما أكثر بزمن قياسي في عهد النسور ، منذ زمن وليس كما يدعون ، لكن عدم المصداقية والمراوغة التي عهدناها في حكومة النسور ، تجعلنا نقف حيارى أمام كذب الإعلام .. وزيفه ومراوغته أيضا .

 مع ذلك هل استوعب عبدالله النسور الدرس ؟ ووعى أن مستقبل الأردن الاقتصادي بتدهور مستمر .. ؟ وماذا بعد هذا التدهور يا حكومتنا ؟؟، وهل استوعب المواطن الأردني دروس النسور ؟ . 

حينما تعمد الحكومة برفع أسعار مشتقات النفط حينا ، وعلى سبيل الفرض لا الحصر أكثر من مائة فلس للتر الواحد في بعض الأحيان ، ثم تعود لتخفيضه خمسة فلسات بعد مدة وجيزة من الزمن .. هل تعني بما تفعله ، الاستهزاء بكبرياء وعقلية المواطن الأردني أم أن هناك في نيتها أشياء أخرى ، كأن تجسَّ نبضَ الشارع الأردني ، الذي يصمت دائما ، أهل يصمت فعلا هذه المرة أيضا ، كما اعتاد على الصمت ، أم أنه سيقف يوما وبكل قوة ليقول لا .. وألف لا .. لرفع الأسعار وتدهور الاقتصاد . !! 

إن أسعار النفط في كل دول العالم ، حتى الفقيرة منها ، وحتى في جنوب أفريقيا ، لم يبلغ أبدا في يوم من الأيام ما بلغه سعر النفط هنا في الأردن ، ولغاية الآن لم يبلغ النفط في أي دولة ما بلغه عندنا في الأردن .. !! ولذلك فإن على الحكومة استحقاقا للشعب الأردني ، وهو أن تبادر إلى تخفيض أسعار النفط إلى أدنى حد ممكن ، بحيث لا تزيد صفيحة البنزين عن سبعة دنانير بأقصى حد .. وهكذا بقية المشتقات الأخرى .. أيتها الحكومة .. إنكم بأفعالكم هذه تبغون علينا ، وتستفزون إرادات الناس الشرفاء ، الشرفاء فقط ، وليس المنافقين والمتسلقين والمنتفعين والذين يُسَحّجون بمناسبة وبلا مناسبة ، عليكم أن تتبينوا أن في الأردن رجالٌ ، لا يهمهم ملء البطون أو الجيوب ، كما تهمهم عزتهم وكراماتهم وكبرياءهم ، إنهم أناس يصبرون على الضيم ، والمرّ بشرف شجاعة وفضيلة ، وهم إلى جانب من يعيشون على غير هذا ممن هم كالأنعام أو هم أضل سبيلا ، هم قلَّةٌ ولكن القلةَ هذه هم أصحاب فضيلة ورجولة وكبرياء وشرف ، وأنَّ لهم من العفَّةِ ما يمنعهم عن الفلتان أو الخروج عن إطار الأخلاق والفضيلة .. حرصا منهم على مصلحة الوطن الغالي .. أتمنى أن تصل الرسالة ، وما أنا إلا واحد من تلك الرجالات الذين يحملون هم الوطن بكل أبعاده ، وإني هنا وبعين بصيرة ، رأيت أن أحذر من مغبة استمرار ارتكاب الأخطاء التي تتبعها الحكومة في تعاملها مع الشعب ومن مواصلة استهتارها بمشاعر الإنسان الأردني ، والله من وراء القصد ،،،،

تابعوا هوا الأردن على