شيوخ التايوان
-
أراء
-
am 03:22 | 2014-08-23 - السبت
هوا الأردن - بسام روبين
ان احد اهم مرتكزات وقوة الدولة الاردنية خلال القرن الماضي تمثل بوجود اولئك الوجهاء والشيوخ الوطنيون واصحاب التاريخ الابيض والكلمة الصادقة والذين جاءوا على اجنحة تاريخ عريق صنيعة اباء واجداد ولكن سرعان ما بدأ اولئك الشيوخ بالاختفاء التدريجي يوما بعد يوم الى ان فقدنا اثارهم ولم نعد نشتم رائحتهم الطيبة وتم استبدالهم بصناعة جديدة على ايدي اولئك الحكام الاداريين وبعض من موظفي الدولة الرسميين عندما قرروا انشاء مصانع بخطوط انتاج صنف ثالث لانتاج مجموعة من الشيوخ التايوانيين وبذلك تمكنوا من زعزعة احد اهم عناصر القوة الاردنية وقد كان بامكان اولئك الحكوميون وفي حال كان لابد من التغيير ان يصنعوا شيوخ صنف اول شبيه بالصناعة الالمانية ولكنهم رفضوا ذلك واصروا على انتاج اعداد كبيرة من الصنف الثالث التايواني مما احدث تشوها في صورة المشهد الاجتماعي والثقافي وتمدد ذلك لينعكس سلبا فيما بعد على الصورة الاقتصادية والسياسية للاردن على المستوى الداخلي والخارجي فمن غير المعقول ان يتم استبدال ذلك الشيخ التاريخي والذي كان يسيطر على ابناء قبيلته وتجمعه باخلاقه وكرمه وعدله ولبقاته بشخص ليس له ثقافة ولا تاريخ وتبدأ الحكومة باجلاسه في الكراسي الامامية وتوجيه الدعوات الرسمية له في المناسبات الوطنية والرسمية على اساس انه الممثل الرسمي لابناء عشيرته اوتجمعه
لقد ادى ذلك التغيير السلبي الى اختلاط الحابل بالنابل والى زعزعة المنظومة الاجتماعية وانتشار الفساد والرذيلة والسلوكيات القبيحة والسماح لوزراء ونواب تايوانيون ايضا بتولي شؤون البلاد وكل ذلك بات يحدث مع اختفاء اولئك الرجال الذين كنا نخجل منهم ونخشى الوقوف امامهم وكانت الحكومة ايضا تتحرج من اتخاذ اية قرارات جائرة على الشعب لانها تخشاهم فهم يقولون كلمة الحق و لا يخافون لومة لائم اذا ما تعلق الشأن بالوطن والمواطن ولو كانوا موجودين لما حدث ما جرى في معان ولما بيعت اصول الوطن ولما تربع اولئك الفاسدون على مفاصل الدولة الاردنية ولما وصلنا الى ما نحن عليه الان
اننا نحمل شيوخ التايوان جزءا كبيرا من اسباب التردي الذي وصلت اليه البلاد في هذه الايام فها هم باتوا صامتون على الحق وداعمون للباطل ويستضيفون اولئك الفاسدين ويقدمون الدعم تلو الدعم لهم ويتبادلون ادوار العطوات والجاهات ويقدمون التنازلات و يصعدون على حساب اولئك البسطاء ممن ليس لهم لا حولا ولا قوة اما من عدل و حدث تلك السياسة الاردنية الجديدة ونفذها فحسبنا الله عليهم لانهم ساهموا في افساد الوطن وفي القضاء على تاريخه النظيف وسيحصد ابنائهم ما زرعت ايديهم , تباً لهم كما تبت يدا ابي لهب لانهم قاموا بما قام به ابي جهل وابي لهب سائلا العلي القدير ان يجنبنا شرور ابي لهب وابي جهل واولئك الشيوخ التايوانيون انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين
تابعوا هوا الأردن على