الآن فقط يا عبد الهادي راجي
الآن فقط يا عبد الهادي قدمت الدليل على أنك صادق الآن فقط أثبت بأن حبك للوطن إنما هو منبعث من روحك لا من أجندتك إن ثقة العبد بربه وأنه تعالى مطلع على صدق حبه وإيمانه تغريه بالسماح لنفسه بالاسترخاء أحياناً إذا ما اعترضه ضغط نفسي أو أشكلت عليه معادلة معينة وإن ثقة الولد بأن أبويه لن يضراه تكون أحياناً من بواعث العقوق بالاجتراء عليهما عند الغضب نعم هكذا هي طبيعة الإنسان وهكذا هي طبيعة علاقاته ومشاعره الروحية التي تنبت في كل خلية من خلاياه ...تتنفس كما تتنفس ...وتتجدد كما تتجدد... حب الله...حب الوطن ...حب الأم كلها من منظومة واحدة تحمل السمات ذاتها إن المشاعر المقدسة التي تلامس الفطرة لا يمكن أن تكون من النمط البلاستيكي المحنط بل إنها –لا محالة- توائم الفطرة ..وفطرتنا تنضوي على أن مشاعرنا تعلو وتهوي ..تصخب وتبهت.. تلتزم وتخطئ...هكذا نحن ..ولو لم نكن كذلك لاستبدل الله تعالى ربنا بنا قوماً آخرين يخطئون ثم يتوبون. عبد الهادي راجي المجالي من كتاب الوطن الذين يحملون شخصية جدلية..أقرأ له فأشعر أن حرفه مكتوب في قلبه وفكره قبل أن تترجمه يده على ورق الجريدة..ويقرأ له آخرون فيبيحون لأنفسهم أن يدخلوا إلى نيته وقلبه وقصده للمصلحة وهز الذنب أحياناً للقيمين على الوطن..لم أكن يوماً أمتلك الدليل على صدق قراءتي كما اليوم..وأنا أرى عبد الهادي راجي موقوفاً خلف القضبان بتهمة فيها تجاوز في حق الوطن.. عبد يذنب بحق ربه ويتوب فيغفر له ربه..ولد يتجاوز في حق أمه ويعود فتشمله بحنانها.. فما بال الذي أخذته الغضبة على من أحب ..على وطنه ما باله يفاجأ أن الوطن لا يسامح؟؟؟ هل يعقل أن يكون الوطن محنطاً؟؟ هل يعقل أن يكون الوطن خالياً من النبض؟؟ من النفس؟؟ لا والله...إن كل من يحاولون تحنيط الوطن سيتكسرون ويبقى نبض الوطن يحاكي نبض أبنائه الذين له ينتمون..عبد الهادي اهتدى إلى العلاقة الأبوية مع الوطن فهل اهتدى الوطن إلى علاقة البنوة معه ؟؟عبد الهادي راجي ارتجى أن يتسع الوطن لغضبته حين غضب فهل ارتجى الوطن أوبته إليه من فوره كما يؤوب الولد إلى حضن أمه؟؟؟؟....وقد آب.