وانتصرت غزة في حرب العقول
غزة .. هذا القطاع المعزول منذ سنوات طويلة عن أبسط متطلبات العيش الكريمة بحصار من طرفين أولهما الكيان الصهيوني الغاشم والآخر مصري متصهين بامتياز وهنا لا أتكلم عن موقف الشعب المصري العزيز بل عن قياداته الرئاسية العسكرية وآخرها قصف الأطفال الصغار على معبر رفح أمام أنظار الجنود المصريين دون أن يحركوا ساكنا .
طالما شاهدنا القصف والشهداء والجرحى والبيوت والمساجد المدمرة في أجوائها دون تحرك حتى ولو على مستوى وزراء الخارجية العرب تحت قبة تسمى بجامعة الدول العربية ، فأين العروبة التي يجتمعون عليها وأين القومية التي ينادون بها وأين الإسلام الذي يجمعها .
بعيدا عن أجواء الدنس والنفاق الدوبلوماسي العربي كان للمقاومة بطولات حربية في الميدان لم تفعلها جيوش العرب بأكملها في الوقت الحالي الذي يمتلك فيه الكيان الصهيوني أضخم وأكثر الأسلحة تطورا ، فعملية ناحل عوز التي نفذها مجموعة من عناصر المقاومة ، والصواريخ التي سقطت على تل أبيب وغيرها من المستوطنات بوجود القبة الحديدية التي تحمي غلاف تل أبيب وباقي المستوطنات وضعت قيادات الكيان الصهيوني في وضع مخز أمام الصهاينة المستوطنون وجعلت من جيش يسمي نفسه بالجيش الذي لا يقهر مسرحية تسخر منها الأمم .
المقاومة وقياداتها المبجلون سطروا انتصارات سيخلدها التاريخ على مر عصوره سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية العقلية ، فالنصر العسكري الذي تشرفنا بحصوله أمام أعيننا ونفخر أننا حاضرون بزمنه لم يكن إلا بحنكة وذكاء العقول المخططة لتنفيذ وتوقيت العمليات التي أسقطت قادات الصهاينة العسكريين .
صحيح بأن المقاومة فقدت ثلاثة من قياداتها العسكرية باستشهادهم بتواطئ من الاستخبارات العسكرية لأحد الدول العربية ولكن ذلك لم يفقدها شيئا من كبريائها فبعد الحادثة مباشرة خرج المتحدث الرسمي باسم المقاومة صاحب الشعبية الكبيرة بين العرب والذي يلقب بأبو عبيدة وصرح بأن المقاومة ستصنع صواريخا تهز تل أبيب تسمى على أسماء قيادييها الذين استشهدوا .
انتهت المعركة بنصر دوبلوماسي وعسكري ونفسي للمقاومة ورضخ الكيان الصهيوني لشروطها ودفع الصهاينة والعملاء والخونة الثمن وصبرت غزة طويلا وجاء الفرج والنصر أخيرا بوعد من الله وصدق وعده فهو القائل في علاه : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
صدق الله العظيم
وأخيرا ستبات غزة ليال يكسوها ثوب الفرح ونشوة الإنتصار بعد عناء وآلام ودموع تسبب بها خنازير البشرية تحت وطأة الحصار الذي لم يفقدوا الأمل بفكه بقوة مقاومتهم الباسلة التي ردت شيئا من كبرياء فقدوه العرب منذ زمان بعيد .