اطلق النار على الاجابة الصحيحة
دخلت الدكتوره الى قاعة المحاضرات وهي تعلم ان بعض الطلبة الموجودين بحوزتهم اسلحة نارية فرغبت ان تمازحهم فكتبت على اللوح سؤالا و وضعت له اربعة خيارات ثم قالت اطلق النار على الاجابة الصحيحة فما كان من بعضهم الا ان تناولوا اسلحتهم وبدأوا يطلقون النار على الاجابة التي يراها كل منهم صحيحة فتبسمت الدكتورة وقالت لاحدهم وهو اشرسهم احسنت لذا فاننا لا نستغرب اذا استمر العنف الجامعي ولم يتم السيطره عليه ومعالجته بالطرق الصحيحة ان نصل الى هذا الحال المتردي بغرف الصف فقد اصبح كل شيء متاح فالمعلم يضرب في غرفة الصف والطلبة يقتتلون ايضا ولم يبقى علينا سوى اختيار الاجابة الصحيحة بالاسلحة النارية .
لقد تحدثنا كثيرا عن ظاهرة العنف الجامعي ولكن الحلول لم تكن فاعلة حتى هذا التاريخ لان التشخيص لم يكن سليما وبالتالي لم يكن العلاج شافيا وعليه فان المصلحة الوطنية تملي علينا ان نحافظ على مستقبل ابنائنا وان نعتني جيدا بالعملية التعليمية وان نهتم بعناصرها وان لا يتم استبدال هيبة المعلم بالمال فكيف لنا ان نوافق على مبدأ تغريم الطالب الذي يعتدي على المعلم مبلغا من المال فكم من الطلبة الميسورين من يستطيع ان يضرب معلما كل يوم اذا اقتصر العقاب على غرامة الف دينار .
ان قيمة المعلم كبيره جدا وعظيمه ويجب علينا ان نعود ونبجل المعلم من جديد اذا ما رغبنا بولادة جيل مثقف و وطني ويحارب العنف الجامعي ويقدر المعلم واعتقد هنا ان نقابة المعلمين قد اخطأت في ادارتها للاضراب الاخير ولم تنجح بشكل جيد في التفاوض مع وزارة التربية والتعليم فقد احتلت الارض ولكنها لم تستطع الاحتفاظ بأي جزء منها وقد كان ذلك واضحا ومؤشرا على ان الساده المفاوضين يمتلكون خبرات تفاوضية محدودة ادت الى انتهاء الاضراب بهذه الصورة و اود ان اقول للسادة في النقابة انكم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع لذلك نتمنى عليكم ان ترفضوا التميز وكسب حقوق وامتيازات وترك الفئات الاخرى من دون ذلك . نحن لا ننكر الدور الذي يقوم به المعلم ولكننا بنفس الوقت نريد التدرج في المطالب شريطة عدم تعريض امن و مرتكزات التعليم الى الخطر سائلا الله العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويحمي طلابه ومعلميه انه نعم المولى ونعم النصير .