ليست نصائح ولا تحليلات
آخر من قدم لنا وللعالم الأخبار عن الأردن رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو الذي تفرغ بعد إتفاقه مع حماس على وقف العدوان مقابل وقف المقاومة إلى الإعلان أن داعش على أبواب الأردن، ولا ندري هل هي خدمة إخبارية أم تحذير للأردن أم معلومات يقدمها للدولة والناس عبر الإعلام أم هي المعزوفة التي نسمعها بين الحين والآخر خلال السنوات الأخيرة من جهات أجنبية ومسؤولين من دول الغرب أو تقارير إعلامية ( تبشر!!) بأن الأردن مقبل على حالات من عدم الإستقرار، وكثيراً ما خرجت من الكيان الصهيوني تقارير عن قرب تعرض الأردن لهزات وحالة من الفوضى.
كلنا يذكر هذا، لكننا شاهدنا الأردن وبفضل من الله تعالى ثم حكمة قيادته ووعي أهله يتجاوز كل المراحل القلقة، وكما قال جلالة الملك قبل أيام فإن هذا لم يأت صدفة بل نتيجة وعي وعمل وجهد من كل عناصر الدولة ومكوناتها، لأن هذه المراحل الصعبة والتي دفعت ثمنها دول عديدة ليس من السهل أن تعبرها بالأمنيات أو البنى الضعيفة، وكانت الخطوة الأولى إمتلاك الرؤية السليمة لإدارة المرحلة.
كلهم يتحدثون عن الأردن، وربما يريدون من تلك التوقعات والتحليلات أن يزيدوا من منسوب المراهقة السياسية لدى البعض ممن اعتقدوا في لحظات أن الدولة على وشك الانهيار وأستعدوا ليكونوا ورثة لها، أو لاولئك المتخمين بالتردد والتشاؤم وأصحاب مقولة « بلد خربانه «، وبعضهم أستعد وربما بدأ في حينه عملية النفاق لما بعد ضعف الدولة وذهابها، وربما فاجأتهم أو أحزنتهم قدرة الدولة والأردنيين على تجاوز المرحلة الصعبة بل تحول الأردن إلى نموذج يتحدث به كل منصف بقدرته على إدارة ملفاته وتحديات في داخله وحوله.
« داعش على أبواب الأردن» مقولة أو خبر من نتنياهو وكأن الأردن لا يرى ما حوله، ونحن الدولة التي إستطاعت أن تمتلك إدارة حكيمة لواقع صعب حولنا، لكن حديث نتنياهو ومن قبله كل التقارير والتوقعات والتسريبات رسائل تشكيك، وتحفيز للمراهقين، والواقع أثبت كذب كل هذا، وما سمعناه وما سنسمعه ليس نصائح أصدقاء أو تحليلات محللين بل أمنيات رافقها عمل بأن يدخل الأردن نفق الفوضى، وكما كانت المرحلة السابقة صعبة وتجاوزناها بنجاح فإن علينا أن ندرك أن المنطقة ما زالت قلقة والتحديات كبيرة لكن هذا البلد بأهله ومؤسساته قادر على النجاة بل وتحقيق الانجاز.