الأردنيون يحبون دولتهم قوية
أصبح مألوفاً أن نرى على العديد من الطرق الداخلية والخارجية عدداً من سيارات الأمن العام ومعها دراجات نارية تقوم بالتفتيش والتدقيق الأمني، بما في ذلك التفتيش الشخصي وتفتيش السيارات التي يتم إيقافها وبشكل يشعر معه المراقب بجدية وحزم من الجهات الأمنية سواء كان هذا بحثاً عن مطلوبين أو لغايات أمنية أخرى.
ولعل الناس تشعر بأمان عندما ترى هذه الحملات وعمليات التفتيش والتدقيق وبخاصة في ظل الجرائم التي نسمع عنها وأيضاً لأننا في الأردن نستضيف على أرضنا حوالي (2.5) مليون من غير الأردنيين فيهم من أهل الشر والسوء ما لا نحتاج إلى شرهم، فضلاً عن مطلوبين من الأردنيين فارين من متابعات أمنية أو أحكام قضائية، وحتى لو لم يفعل هؤلاء شيئاً فإن قوة الدولة واحترام القانون يفرضان البحث عنهم وتطبيق القانون بحقهم.
الحملات الأمنية الأخيرة ليست الأولى، فقد كان هناك حملات موجهة لمنطقة معينة، أو بؤرة لجرائم مثل سرقة السيارات وغيرها، وكانت تلقى استحساناً كبيراً لأن الناس تحب أن ترى الدولة قوية في مواجهة المطلوبين والمجرمين وكل من يعكر حياة الأردنيين، والحملات الأخيرة خطوة إيجابية كبيرة يشعر معها المواطن بالأمان، ويرى جدية الدولة عبر الإجراءات المباشرة وليس عبر تأكيدات وخطابات عن هيبة الدولة وسيادة القانون، فالهيبة إجراءات وقضايا يلمسها الناس في حياتهم وليست حديثاً أو وعوداً.
الناس تحب أن ترى الدولة قوية وبخاصة في زمن الفوضى حولنا، وفي مرحلة يخاف المواطن من أي إنفلات حتى لو كان على شكل مشاجرة وإطلاق نار، وحتى هيبة رجل الأمن وشكله وسلطته المستمدة من القانون جزء من هيبة الدولة وسيادة القانون.
كلنا يعلم عدد الشهداء من رجال الأمن خلال المرحلة الماضية أثناء تأديتهم لواجبهم في حماية الناس، وهو جزء من الضريبة التي تدفعها كل الأجهزة الأمنية في حماية أمن الأردنيين، والإجراءات التي لا يراها الناس أكثر وأكبر مما نراه، لكن التدقيق والحملات الأمنية الحازمة والجادة أمر إيجابي ويستحق الإستمرارية.