داعش صنيعة الخطيئة الامبريالية
التاريخ الحديث للامة العربية والاسلامية يجثو كشاهد بمرارة ما حل به , من نتاج تنظيمات التطرف الدينية ، تلك المنظمات والحركات " الميليشياوية " اتخذت من الارهاب نهجا وطريقة تمارس به اعتى المذابح والجرائم والتنكيل بحق اﻻفراد والجماعات ، طبعا لتحقيق مآرب وغايات ظاهرها مخالف تماما باطنها وفي كلاهما دمار للامة وشعوبها .
التي ضاقت ذرعا بمنغصات عيشها !!! وقد ظهر في الاونة الأخيرة تنظيم او كيان أطلق على نفسه اسم " الدولة الاسلامية بالعراق والشام " - داعش - الذي انتشر في مناطق الحدود العراقية - السورية مثل انتشار النار بالهشيم ، بسبب الانفلات الأمني في تلك المناطق , لما تشهده من حروب واقتتال انهك أجهزة الدولة في سوريا والعراق ، ولما كان الانفلات بيئة خصبة لخلق تيارات التطرف ونشوءها ، ومن خلال استخدام الارهاب والذبح , ترويع وتشريد الآمنين وسيلة منهاجا ، وبدعم لوجستي من حلف " البترودوﻻر" ومن فوقهم المعادين للنظام السوري.
من عجم وعربان .. انطلقت داعش بمهمة استنزاف الدولة السورية , وتحويلها لارض محروقة ﻻ ينعم ساكنوها بشيء من رخاء وﻻ سخاء .. الدعم والتسهيلات التي قدمتها الدول العظمى وعملاؤها لداعش في مقابل خدماتها ، جعل من داعش تنظيما يمتلك ميليشيا بلغ تعداد قواتها نحو مئة ألف مقاتل - حسب وكالة الاستخبارات الأمريكية - ومجموعة من الأسلحة والمعدات المتطورة , زادت من تفوقها على باقي ميليشيات المعارضة في سوريا .. وكما صنعت الولايات المتحدة طالبان افغانستان سابقا
لمقارعة النظام الموالي للسوفيات ، وافتعلت أحداث 11/9 فيما بعد لضربه ، واغتنام ما خلفه الاتحاد السوفياتي في افغانستان ، من موقع وثروات وتجارة المخدرات , تعيد الامبريالية الانتهازية الأمريكية ذات اللعبة القذرة في سوريا والعراق .. عبر خلق تنظيم لمقارعة الأنظمة واستنزاف الدولة وممارسة الارهاب العلني ، ومن ثم تحريض الرأي العام العالمي لانتزاع شرعية القيام بعمل عسكري ظاهره محاربة خطر التمدد والارهاب الداعشي ، وباطنه احتلالي وانتهازية وتدخلات في شؤون دول المنطقة وتقسيمها ، واستخدام أراضيها قواعد عسكرية للحلف الغربي , لمجابهة المحور الشرقي اﻵخذ بالصعود والذي يهدد بصعوده نظرية القطب الواحد .
داعش كما غيرها من التنظيمات الاسلامية ، وجدت ﻻهداف وغايات واضحة ، فهي جزء من ذاك المخطط التوسعي الانتهازي الامبريالي ، وجدت لخدمته , وتقديم العذر الكافي للامبريالية لاحتلال المزيد من أراضي الأمة العربية وسلب ثرواتها .
داعش وامثالها من أصحاب فكر التطرف المتردي والأحمق ، أدوات في أيدي انظمة الحكم الرجعية العميلة ، تُطلق خدمة وتقديسا للامبريالية الغربية ، على حساب دماء الأبرياء وتراب الوطن وثرواته ، وهذي دﻻلة على مدى تورط الأنظمة العربية في دماء الأبرياء و العمالة لذاك الغرب المتوحش !!