آخر الأخبار
ticker خارجية بلجيكا: مصداقية الاتحاد الأوروبي في "طور الانهيار" ticker إيران: احتمال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل "وارد بقوة" ticker الملكة رانيا: غزة تفرض علينا رؤية الأمور بوضوح أخلاقي ticker ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب ticker الأونروا: الاحتلال يواصل منع دخول شاحنات المساعدات إلى غزة ticker الوحدات ينتزع فوزاً صعباً من الرمثا في بطولة الدرع ticker التربية تعلن أسس مشروع تمليك الأراضي للمعلمين وموعد التقديم ticker الأردن: تهجير الفلسطينيين جريمة حرب وسنواجهه بكل إمكانياتنا ticker مروحيتان أردنيتان تنقلان الرئيس الفلسطيني إلى عمّان تمهيدًا لزيارة لندن ticker %93 نسبة إشغال فنادق الـ 5 نجوم في العقبة خلال نهاية الأسبوع ticker قصف إسرائيلي مكثف على غزة .. وعمليات نزوح واسعة بالقطاع ticker مجلس الأعمال السعودي الأردني: انطلاقة جديدة نحو شراكة اقتصادية استراتيجية ticker فنلندا تعلن الانضمام إلى إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين ticker وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي: الآن تُفتح بوابات الجحيم في غزة ticker النشامى يفرض التعادل على المنتخب الروسي بين أرضه وجماهيره ticker الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بذكرى المولد النبوي الشريف ticker مصدر مطلع: اجتياز 8 جنود إسرائيليين بالخطأ للحدود الأردنية ticker الأردن: نكرس كل إمكاناتنا للحفاظ على المقدسات في القدس ticker التعليم العالي: امتحان المفاضلة يحقق العدالة بين طلبة الثانوية العربية ticker أمانة عمان تستحدث رؤوس إشارات ضوئية خاصة بالباص سريع التردد

الإقامة في زجاجة خَلٍّ !

{title}
هوا الأردن - خيري منصور

تلك حكاية إنجليزية قديمة عن امرأة كانت تعيش داخل زجاجة خَلٍّ ولا تكف عن الأنين والشكوى، وذات يوم مر بها جنِّي فأشفق عليها وسألها ماذا تريد، فأجابت إنها بحاجة إلى حياة حرة في مدينة صاخبة، فحملها وذهب بها إلى لندن، وبعد شهور سألها عن أحوالها فقالت له إنها لم تعد تطيق الضجيج والإضاءة الساطعة وتحلم بأن تعيش في قرية نائية وهادئة، فحملها إلى قرية على شاطئ نهر ينام أهلها مبكراً ولا يسمع فيها غير صوت الطيور وخرير الماء. وحين أراد الجنِّي أن يطمئن عليها عاد يسألها عن إقامتها في القرية، فكررت الشكوى ولم تنقطع عن البكاء، عندئذ حملها الجنِّي على ظهره وأعادها إلى حيث كانت تقيم في زجاجة خلٍّ!

 


تلك الحكاية لنا نصيب منها، فنحن ما ان تحلَّ بواكير الصيف من كل عام حتى نبدأ بالشكوى من الزحام وتحول المدينة إلى ركام من السيارات، ونتسابق للحصول على الخبز والضروريات بسبب الإقبال الشديد عليها، فنقول متى ينتهي شهر آب ويعود المغتربون وتفتح المدارس أبوابها كي تهدأ الشوارع ونرتاح من الصخب الذي يهلك الأعصاب، ولسنا بحاجة إلى جنِّي كتلك المرأة الإنجليزية كي يحملنا من مدينة إلى قرية أو العكس، فها هي بواكير الشتاء تجعل النهار مجرد ظهيرة لقصره وغداً سيقصر أكثر بحيث لا تبقى منه غير ساعات فيما يستطيل الليل وقد نشكو كما فعل امرئ القيس الذي كان يعيش في عالم بلا كهرباء ونقول معه: وليل كموج البحر أرخى سدوله..

 


هكذا تبدأ الشكوى من الهدوء والصمت ومن برد ثقيل الظل ولو مرَّ بنا ذلك الجنِّي لطلبنا منه أن يعيدنا إلى الصيف، وإلى الزحام والضجيج والسهر، لكنه لن يمر وانتظاره أشبه بانتظار «جودو» في مسرحية «بكيت».

 


فلا الصيف بصفاء سمائه وزحامه ولياليه ساطعة الإضاءة يرضينا ولا الشتاء بطول ليله ومتطلبات الدفء فيه يرضينا، وما من زجاجة خلٍّ عملاقة تتسع لنا كي نعاد إليها ونواصل الأنين من فرط الضجر.

 


إنه ليس ذنب الصيف أو الخريف والشتاء فاتقان الحياة هو سيد المواهب كلها وفي غيابه تصبح الحياة صوتاً ثرثاراً وحين يكون البشر شغف الحياة فإنهم يرتصون تحت شمس لاهبة أو في درجة عالية من الرطوبة كما في مدن أمريكا اللاتينية، ويسهرون في درجة برودة تتجاوز الثلاثين كما يحدث في موسكو وكندا وغيرهما.
الحكاية ليست في الفصول ولا في الهدوء أو الصخب، إنها في القدرة على العيش بمهارة كائن يستحقه!!

تابعوا هوا الأردن على