آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

الإقامة في زجاجة خَلٍّ !

{title}
هوا الأردن - خيري منصور

تلك حكاية إنجليزية قديمة عن امرأة كانت تعيش داخل زجاجة خَلٍّ ولا تكف عن الأنين والشكوى، وذات يوم مر بها جنِّي فأشفق عليها وسألها ماذا تريد، فأجابت إنها بحاجة إلى حياة حرة في مدينة صاخبة، فحملها وذهب بها إلى لندن، وبعد شهور سألها عن أحوالها فقالت له إنها لم تعد تطيق الضجيج والإضاءة الساطعة وتحلم بأن تعيش في قرية نائية وهادئة، فحملها إلى قرية على شاطئ نهر ينام أهلها مبكراً ولا يسمع فيها غير صوت الطيور وخرير الماء. وحين أراد الجنِّي أن يطمئن عليها عاد يسألها عن إقامتها في القرية، فكررت الشكوى ولم تنقطع عن البكاء، عندئذ حملها الجنِّي على ظهره وأعادها إلى حيث كانت تقيم في زجاجة خلٍّ!

 


تلك الحكاية لنا نصيب منها، فنحن ما ان تحلَّ بواكير الصيف من كل عام حتى نبدأ بالشكوى من الزحام وتحول المدينة إلى ركام من السيارات، ونتسابق للحصول على الخبز والضروريات بسبب الإقبال الشديد عليها، فنقول متى ينتهي شهر آب ويعود المغتربون وتفتح المدارس أبوابها كي تهدأ الشوارع ونرتاح من الصخب الذي يهلك الأعصاب، ولسنا بحاجة إلى جنِّي كتلك المرأة الإنجليزية كي يحملنا من مدينة إلى قرية أو العكس، فها هي بواكير الشتاء تجعل النهار مجرد ظهيرة لقصره وغداً سيقصر أكثر بحيث لا تبقى منه غير ساعات فيما يستطيل الليل وقد نشكو كما فعل امرئ القيس الذي كان يعيش في عالم بلا كهرباء ونقول معه: وليل كموج البحر أرخى سدوله..

 


هكذا تبدأ الشكوى من الهدوء والصمت ومن برد ثقيل الظل ولو مرَّ بنا ذلك الجنِّي لطلبنا منه أن يعيدنا إلى الصيف، وإلى الزحام والضجيج والسهر، لكنه لن يمر وانتظاره أشبه بانتظار «جودو» في مسرحية «بكيت».

 


فلا الصيف بصفاء سمائه وزحامه ولياليه ساطعة الإضاءة يرضينا ولا الشتاء بطول ليله ومتطلبات الدفء فيه يرضينا، وما من زجاجة خلٍّ عملاقة تتسع لنا كي نعاد إليها ونواصل الأنين من فرط الضجر.

 


إنه ليس ذنب الصيف أو الخريف والشتاء فاتقان الحياة هو سيد المواهب كلها وفي غيابه تصبح الحياة صوتاً ثرثاراً وحين يكون البشر شغف الحياة فإنهم يرتصون تحت شمس لاهبة أو في درجة عالية من الرطوبة كما في مدن أمريكا اللاتينية، ويسهرون في درجة برودة تتجاوز الثلاثين كما يحدث في موسكو وكندا وغيرهما.
الحكاية ليست في الفصول ولا في الهدوء أو الصخب، إنها في القدرة على العيش بمهارة كائن يستحقه!!

تابعوا هوا الأردن على