آخر الأخبار
ticker مجلس الشيوخ الأمريكي يقر إلغاء "قانون قيصر" على سوريا ticker النشامى يختتم تحضيراته لمواجهة المغرب في نهائي كأس العرب ticker جامعات تؤخر دوام العاملين وتحول محاضرات الطلبة عن بُعد الخميس ticker الأرصاد تحذّر: انجماد والحرارة دون الصفر الليلة وصباح الخميس ticker الصناعة والتجارة: أخذنا بمجمل التوصيات للتعامل مع مدافىء الغاز ticker رئيس الوزراء يوجّه بتطبيق القانون على ملقي النفايات عشوائيًا ticker بالأسماء .. تأخير دوام طلبة مدارس في الجنوب الخميس ticker الملك يهنئ المسيحيين في الأردن وفلسطين والعالم بالأعياد المجيدة ticker تأخير دوام عاملي سلطة البترا الخميس إلى التاسعة صباحاً ticker الأميرة سمية بنت الحسن ترزق بحفيد جديد ticker بالصور .. الجيش يبدأ بإجراء الفحوصات الطبية لمكلفي خدمة العلم ticker شاشات عملاقة لعرض مباراة النشامى بنهائي كأس العرب في المحافظات كافة ticker سلامي: أنا قائد المنتخب الأردني أسعى للتتويج ولا أحد يشكك بأمانتي ticker إعلان نتائج الشموسة .. إحالة التقرير للقضاء وقرارت حكومية لحظرها ticker إسرائيل تمنع أعضاء في البرلمان الكندي من دخول الضفة عبر الأردن ticker الأشغال: لا حوادث أو أضرار غير اعتيادية في ثلوج الجنوب ticker بالصور .. المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة يستأنف عمله ticker يزن النعيمات يعلن نجاح العملية الجراحية ticker الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة ticker تخفيض رسوم التداول ورسوم تجديد الترخيص في بورصة عمان

الإقامة في زجاجة خَلٍّ !

{title}
هوا الأردن - خيري منصور

تلك حكاية إنجليزية قديمة عن امرأة كانت تعيش داخل زجاجة خَلٍّ ولا تكف عن الأنين والشكوى، وذات يوم مر بها جنِّي فأشفق عليها وسألها ماذا تريد، فأجابت إنها بحاجة إلى حياة حرة في مدينة صاخبة، فحملها وذهب بها إلى لندن، وبعد شهور سألها عن أحوالها فقالت له إنها لم تعد تطيق الضجيج والإضاءة الساطعة وتحلم بأن تعيش في قرية نائية وهادئة، فحملها إلى قرية على شاطئ نهر ينام أهلها مبكراً ولا يسمع فيها غير صوت الطيور وخرير الماء. وحين أراد الجنِّي أن يطمئن عليها عاد يسألها عن إقامتها في القرية، فكررت الشكوى ولم تنقطع عن البكاء، عندئذ حملها الجنِّي على ظهره وأعادها إلى حيث كانت تقيم في زجاجة خلٍّ!

 


تلك الحكاية لنا نصيب منها، فنحن ما ان تحلَّ بواكير الصيف من كل عام حتى نبدأ بالشكوى من الزحام وتحول المدينة إلى ركام من السيارات، ونتسابق للحصول على الخبز والضروريات بسبب الإقبال الشديد عليها، فنقول متى ينتهي شهر آب ويعود المغتربون وتفتح المدارس أبوابها كي تهدأ الشوارع ونرتاح من الصخب الذي يهلك الأعصاب، ولسنا بحاجة إلى جنِّي كتلك المرأة الإنجليزية كي يحملنا من مدينة إلى قرية أو العكس، فها هي بواكير الشتاء تجعل النهار مجرد ظهيرة لقصره وغداً سيقصر أكثر بحيث لا تبقى منه غير ساعات فيما يستطيل الليل وقد نشكو كما فعل امرئ القيس الذي كان يعيش في عالم بلا كهرباء ونقول معه: وليل كموج البحر أرخى سدوله..

 


هكذا تبدأ الشكوى من الهدوء والصمت ومن برد ثقيل الظل ولو مرَّ بنا ذلك الجنِّي لطلبنا منه أن يعيدنا إلى الصيف، وإلى الزحام والضجيج والسهر، لكنه لن يمر وانتظاره أشبه بانتظار «جودو» في مسرحية «بكيت».

 


فلا الصيف بصفاء سمائه وزحامه ولياليه ساطعة الإضاءة يرضينا ولا الشتاء بطول ليله ومتطلبات الدفء فيه يرضينا، وما من زجاجة خلٍّ عملاقة تتسع لنا كي نعاد إليها ونواصل الأنين من فرط الضجر.

 


إنه ليس ذنب الصيف أو الخريف والشتاء فاتقان الحياة هو سيد المواهب كلها وفي غيابه تصبح الحياة صوتاً ثرثاراً وحين يكون البشر شغف الحياة فإنهم يرتصون تحت شمس لاهبة أو في درجة عالية من الرطوبة كما في مدن أمريكا اللاتينية، ويسهرون في درجة برودة تتجاوز الثلاثين كما يحدث في موسكو وكندا وغيرهما.
الحكاية ليست في الفصول ولا في الهدوء أو الصخب، إنها في القدرة على العيش بمهارة كائن يستحقه!!

تابعوا هوا الأردن على