التحرش وصل
كنا نقرأ ونشاهد ما يحدث في بعض البلاد العربية من سُعار وتحرش جماعي في الأسواق، و الأماكن المزدحمة، والمواصلات العامة ، ونقول في سرّنا: الحمد لله ما زلنا في حالٍ أفضل.. فنحن مجتمع قروي بدوي فلاحي مدني محافظ ،يتمتع بطبقة رضا و «حشمة» تغطّيه وتضبط تصرفاته ،لكن على ما يبدو أن دوام الحال من المحال..
الأسبوع الماضي بالكاد استطاعت مديرة مدرسة في ماركا الشمالية ان تخلّص سكيناً من يد أحد المراهقين كان قد دخل بها الى مدرسة الإناث بهدف خلق الفوضى الذي اعتاد بمعية قطيع من الزعرنة افتعالها جهاراً نهاراً لمعاكسة طالبات الثانوي والصفوف الأساسية ، المديرة قامت بعمل بطولي في ظل غياب وجود أمن حقيقي ورادع يحمي أعراض الناس ، هؤلاء «الصُّيّع» لم يجدوا من يردّهم أو «يحوشهم» فتمادوا في ظل خوف المعلمات من مواجهتهم كي لا يلحقهن أذى هن الأخريات؛ فقد تحطم زجاج سيارة إحداهن وهددت أخرى بسبب محاولتها منع احد «الزعران» دخول مدرسة البنات..
في مدرسة أخرى في ماركا منعت مديرة المدرسة الطالبات من دخول الحمّامات حيث ان «الشباب» يحتلون المراحيض ويتربّصون بهن هناك ولا يتوانون من ترك كتابات خادشة للحياء ورسومات فاضحة ..
المسألة ليست مقصورة في ماركا وحسب ..لقد وصلني أكثر من رسالة على بريدي الخاص من معلّمات في مناطق مختلفة من المملكة تتحدث عن نفس النقطة ، طلاب المدارس الأخرى وأحياناً الزعران المفصولون يحتلون ساحات المدارس وقت الفرصة ويقومون بمضايقات لا تطاق أثناء حصص الرياضة والطابور الصباحي دون رادع او عقاب ، وقد حذّرت المدرّسات في رسائلهن من عاقبة الفلتان والتحرّش مبديات في نفس الوقت خوفهن من التعرّض للأذى أسوة بطالباتهن...
هل يعقل أن تحرم طالبة المدرسة من استخدام مرافق المدرسة من حمامات وساحات بسبب احتلالها من «شلة زعرنة» لا احد يستطيع إيقافهم عند حدّهم او تطبيق القانون عليهم…هل يعقل أن تترك أعراض الناس للحظ والنصيب في كل يوم يرسل فيه أب ابنته الى المدرسة…هل يعقل ان تقف وزارة التربية والتعليم بموقف المتفرّج دون ان تتخذ إجراءات جادة وبتنسيق مع مديريات الشرطة القريبة أمام هذه «البلطجة المبكرة» ..
هل تعي وزارة التربية والتعليم خطر التحرّش المناوب والمتورّم كل صباح مع كل طابور او «حلّة»…
اذا انهارت منظومة الأخلاق بالتهاون..يجب اعادة بنائها بالقانون…