مدرسة أبناء المسؤولين
مدرسة أبناء المسؤولين في إحدى المدن العربية تم افتتاح مدرسة ، كتب عليها (مدرسة أبناء المسؤولين) ، فقد كان من أهم شروط الدخول لتلك المدرسة بأن يكون الطالب ابن مسؤول كبير،( إما ابن وزير أو ابن سفير ، واقلها ابن مدير عام) ، ومع افتتاح العام الدراسي الأول و الجديد توافد المسؤولين لتلك المدرسة لتسجيل أبنائهم فيها،ليس من اجل كفاءة المدرسة وطرق التدريس المتقدمة ، ولا لبراعة المدرسين فيها ، إنما لهذا الاسم الذي تحمله .
ومع مرور الأيام الدراسية وخوض الامتحانات اليومية والشهرية ، جاء موعد التنافس والتفاضل بين أبناء المسؤولين في الحصول على المراكز المتقدمة في الصفوف ، وجاء موعد الوساطة والتوصية من الآباء ، فقد كان هاتف المدرسة لا يتوقف عن الرنين ، وجوال مديرها أو جوالاته ( التي أهداها المسؤولين لهذا المدير) لا تتوقف عن المكالمات ورسائل التوصية .
احتار مدير المدرسة بهؤلاء المسؤولين وكيف سيرضيهم جميعا ، وبدأ يفكر بشيء يخرجه من هذا المأزق الذي ربما يفقده وظيفته ومدرسته ، سهر الليالي الطوال بلا نوم ، صمت النهار بلا كلام وهو يفكر ويبحث عن حلول ، فخرج بحل جريء سيخليه مسؤولية إخفاق أبنائهم ، وذلك بأن يقدم الامتحان اليومي والشهري الطالب نفسه وتوضع العلامة الحقيقية لهذا الامتحان دون وساطة أو محسوبية ، ويقدم الامتحان النهائي الآباء ( المسؤول) على أن يقوم بتصحيح ورقة الامتحان احد أبنائه الصغار أو زوجته أمام جاراتها .
قامت المدرسة بإرسال أوراق الامتحانات إلى الآباء ، وعند فتحها وجدوا الأسئلة التالية :
كم تبلغ مساحة الأراضي التي تملكها؟ كم عدد البنوك التي تدخر أموالك فيها ؟ كم عدد السيارات التي تملكها؟ ما وزن قاصة الأموال الموجودة في منزلك؟ اكتب موضوع بما لا يقل عن عشرة أسطر عن الطريق التي قمت باستخدامها للوصول لمنصبك؟ غضب المسؤولين من هذه الأسئلة المزعجة ، ومزقوا أوراق الامتحان، وقاموا بإغلاق المدرسة وسجن مديرها بتهمة الفساد ....وتم تغير اسم المدرسة إلى ( مدرستنا للجميع )كي يدخلها أبناء الفقراء،.....هكذا نقضي على الفساد والفاسدين.