التجييش الإعلامي وحي الطفايلة
حي الطفايلة هو أكبر الأحياء في عمان من ناحية عدد السكان إن لم يكن أكبرها في المملكة ، حيث يقطن فيه ما يقرب من 40 ألف نسمة موزعين لعدة عشائر تجمعها عشيرة واحدة وهي ( الثوابية ) تعود أصولهم وأنسابهم لسيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، فإن سألت عن جميع المراكز والمدارس والجمعيات والمساجد والساحات الرئيسية والكبرى في الحي ستجدها باسم سيدنا جعفر الطيار .
انتقل الأجداد في الثلاثينيات من القرن المنصرم من قرية عيمه ( وهي إحدى قرى محافظة الطفيلة ) للعيش في عمان لكسب الرزق الوفير آنذاك في العاصمة وتجمعوا في منطقة جبل التاج وجبل الجوفة لحرصهم على تجمعهم وتماسكهم وعدم فرقتهم ، فأسسوا وبنوا وتكاثروا وتجمعوا دون أن تتخلخل مبادئهم وأسسهم المبنية على الطيبة والنخوة والشهامة وثباتهم الدائم على الحق مهما كان الثمن .
إن أردنا الذهاب للمستوى التعليمي لأبناء الحي فسنجد أن نسبة 80%وما يزيد عن ذلك هم حاصلين على درجة البكلوريوس أو ما فوقها من مستويات العلم والتعليم ، ونسبة من درسوا منهم على نفقتهم الخاصة تفوق 70% مع العلم أن حي الطفايلة لا يوجد له منح جامعية كغيره من المدن والمخيمات والأقل حظا وأبناء العشائر وغيرها من الأسماء الوهمية التي سميت بها هذه المنح .
أما عن الوظائف فهي محصورة بين مسمى عامل وطن في أمانة عمان أو عسكري تابع للأجهزة الأمنية الغالية المبجلة مع العلم أنني أكن كل الإحترام لكل عامل ولا أستنقص من قدرهم الجليل شيئا ، لكن من درس تخصصا في الجامعة ودفع الآلاف لكي يحصل على الشهادة يريد أن يعمل في مجال دراسته التي تعب وسهر من أجل الحصول على وظيفة يكون على دراية تامة بتفاصيلها التي قام بدراستها .
حي الطفايلة ذاق الأمرين من سياسات التهميش المتتابعة والمتتالية من جميع الحكومات منذ تأسيس المملكة حتى الآن ، فالبطالة قتلت طموح الشباب الجامعي والمثقف في الحي حتى نال اليأس والإحباط منهم ، وأصابهم القهر من فساد وسرقة ونهب لأموال الخزينة والشعب فكانوا أول من خرج ودعا لمكافحة الفساد ومحاسبة سارقي أموال الوطن وأصبحوا مثالا يحتذى به في مواجهة الباطل ووقوفهم مع الحق مهما كان الثمن .
فأبناء حي الطفايلة جميعهم وعامتهم يشجبون أي عمل يسبب الفوضى والشغب مهما كان السبب فالأمن والجيش هما سياج الوطن وحصنه المنيع من كل دائرة تدور بإذن الله ، وهم إخوتنا وأبناء عمومتنا البواسل ، وإن حدثت إشكالية مهما كان قدرها وحجمها فأبناء الحي قادرون وبكل سرعة على حلها وإنهائها بحكمتهم وعلمهم ووعيهم الكبير .
ومن ناحية أخرى يجب على أمين عمان الذي أمر بهدم وإزالة بسطات مجمع العبدلي التي تسببت بما حصل من إشكالية أن يجد حلا جذريا وفوريا يرضي به جميع من كان له لقمة عيش يسترزق بها ليطعم ويدرس بها أبنائه فمن كانت بسطته هي مصدر رزقه أين سيذهب ويلجأ لتوفير قوت يومه ؟
أما عن التجييش الإعلامي الذي نراه ينال من سمعة الحي وأبناءه ما هو إلا نقيق ضفادع مأجورة من أشخاص يرتجفون من استرداد حقوق مكتسبة للشعب قاموا بسرقتها ونهبها طالب الحي وأبناءه دوما باستردادها ، فلا نكاد نسمع عن شيء حصل إلا وقد ألصقوا تهمه بالحي وأبنائه ، ووالله ما يزيد هذا إلا إصرارا على تفانيهم وبذل جهودهم لخدمة الوطن فحي الطفايلة سيبقى أنموذجا في البذل والعطاء والمحبة والخير والشهامة لما فيه خير للوطن الغالي والحبيب الأردن .
ياهذا إسمع قول نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
ومن أراد بث سموم الفتنة بين الناس فإني أسأل الله تعالى أن يرد كيدها في نحره .