مع من ستكون المواجهة القادمة للمقاومة الفلسطينية
بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة هال الجميع حجم الدمار الذي سببته آلة الحرب الصهيونية وتساءل الكثيرون عن أهداف هذه الحرب ولماذا عملت إسرائيل على إيقافها دون تحقيق أي من مآربها والتي كان من أهمها القضاء على المقاومة وسلاحها الذي اعتبرته تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي.
قبل عدة أيام عقد مؤتمر إعمار غزة بدعم غربي وبمشاركة أكثر من خمسين دولة وهذا يعني إصرار ووفاق دولي على إعادة الإعمار ولم يتبق سوى التفاصيل والآليات التي سيتم بها انجاز هذا العمل. فإذا سكتت هذه الدول ما يزيد عن خمسين يوما على العدوان فلم هذا الاندفاع والهرولة والحماسة المريبة إلى إعادة الأعمار وبهذا الزخم والدعم منقطع النظير؟؟؟
أثناء العدوان على غزة كانت مباحثات التهدئة تطرح بين حين وآخر وكان من الشروط الأساسية للكيان أثناء المباحثات وقبل التوصل لأي تهدئة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية كشرط لا يمكن التخلي عنه فالداخل الإسرائيلي لا يحتمل رؤية هذا الكم من الصواريخ يتساقط على مدنه وبلداته. فلماذا تغير هذا الشرط فجأة؟؟؟ ونرى أن الموقف الإسرائيلي بهذا الخصوص صرح عنه وزير صهيوني وبشكل واضح قال فيه أن نزع سلاح المقاومة لم يعد مطلبا إسرائيليا ؟؟؟
إذا كانت إسرائيل لا تمانع ببقاء سلاح المقاومة فهذا يعني أن هناك مخطط لتوجيه هذا السلاح إلى جهة أخرى غير إسرائيل فمن هي تلك الجهة يا ترى؟؟؟ بتحليل بسيط الجهة الوحيدة التي يمكن أن تكون قلقا للمقاومة غير الجهة الإسرائيلية جغرافيا هي الجانب المصري ولنفترض انه تم الإعلان عن تواجد داعشي او أي جهة من الجماعات المسلحة التكفيرية على الجانب الأخر من رفح فإنه يصبح من حق المقاومة أن تدافع عن قطاعها ضد هؤلاء وهنا تدخل المقاومة من حيث لا تدري المعركة الحالية الدائرة في العراق وسوريا وتنضم إلى التحالف الغربي العربي حفاظا كما قلنا على وجودها لان هذه الجماعات تنظر إلى المقاومة الإسلامية الفلسطينية كتنظيم منافس لا مكمل قد تصطدم به يوما ما بسبب الاختلاف الأيدلوجي بينها.
والسؤال المطروح هل لمؤتمر إعادة الإعمار والتخلي عن شرط نزع سلاح المقاومة أهدافا أخرى تم الاتفاق عليها لتغيير العقيدة القتالية لدى المقاوم الفلسطيني وتغيير وجهتها نحو عدو جديد سيظهر قريبا يختلف فكريا مع المقاومة لتنشغل المقاومة بمواجهته بدلا عن إسرائيل؟؟؟؟؟.
وإذا كان هذا ما يدار فعلا فمن سيعمل من الداخل على توجيه هذه البوصلة نحو العدو الجديد ؟؟؟؟ وهل سيكون للسلطة الفلسطينية ممثلة بحكومة الوفاق الدور في هذا التغيير؟؟؟؟؟؟؟
ولنعد قليلا بالذاكرة إلى الخلف فبعد الحرب اللبنانية التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل كان سلاح المقاومة مدار صراع على شرعيته من عدمها واستطاع بعض الساسة أصحاب العلاقات الدولية المشبوهة من إقناع الجميع بان هذا السلاح يعمل على حماية لبنان من أي عدوان إسرائيلي وقد تبين بعد ذلك دور أخر لهذا السلاح ظهر في سوريا والعراق كقوة فاعلة ما زالت تعمل إلى ألان في ميادين القتال.
ونخشى هنا أن يتكرر السيناريو للمقاومة اللبنانية مع المقاومة الفلسطينية ونرى بعد ذلك سلاح هذه المقاومة في مكان آخر غير قطاع غزة او حتى الضفة الغربية وتتورط المقاومة كما تورط الجميع في حرب ليست حربها وكل ذلك تحقيقا للإستراتيجية الأمريكية بعد أحداث 11سبتمبر بنقل المعركة إلى ارض العدو وعدم انتظاره للمجيء إلى أمريكا.
هناك من سيدفع ثمن هذه الحرب الدائرة وهناك من سيقبض الثمن ونرجو أن لا تكون المقاومة الإسلامية الفلسطينية ممن سيدفع الثمن إذا حدث وتورطت في هذه الحرب.